يا حمصُ جرحُكِ في قلبي يجاورني
معي يَبيتُ، وفي صُبْحي يباكرني
أبيتُ ليلي على نارٍ مؤجَّجةٍ
من الأنينِ وآلامي تُساهِرُني
أشكو إلى اللهِ من جَوْر الطُّغاة على
شام البطولاتِ، والدُّنيا تُشَاطرني
يا حمصُ يالوحةً للمجد تِرْسُمها
دماءُ شعبٍ، رُؤاها لا تُغادِرُني
ما أنتِ وَحْدَكِ يا حمْصَ الإباءِ فقد
صرنا جميعاً فأَحزاني تُبَادرُني
مدائنُ الشامِ يا حِمْصَ الإباءِ، لها
جيشٌ من الألَم القاسي يُكاثِرُني
في كلِّ ناحيةٍ من شامٍ عزَّتنا
صَوْتٌ من الحسرة الكبرى يُناظِرُني
يقول لي: كيف راق الصمتُ وانقطعَتْ
أَصواتكم، وتخلَّى مَنْ يُناصِرُني
لا عُذْرَ يا شَامنا إلا تخاذُلُنا
وغَفْلَةٌ من بني قومي تُحاصرني
أقول يا حمصُ والأيَّام قادمةٌ
بما نُحِبُّ، وعَزمي لا يُهاجِرُني
غداً سألقاكِ في ليلِ الأَسى قَمَراً
يمحو الظَّلامَ، وبالذكرى يُسَامِرُني