|
أوضح الدكتور عبدالله القاسم رئيس مركز إستراتيجية إدارة الأزمات بلندن والدكتور فهد العنزي عضو مجلس الشورى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد جاءت في وقتها المناسب لتلبي تطلعات وطموحات شعوب دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى أنها ستقف سداً منيعاً أمام التحديات الماثلة، وأكدا في حديثيهما لـ»الجزيرة» أن الدعوة تمثل مبادرة جريئة خصوصاً وأن عناصر الاتحاد متوافرة بين هذه الدول وأن المملكة تعد العمق الإستراتيجي لأمن دول الخليج.
وذكر الدكتور عبدالله القاسم: كنت في مؤتمر في أبو ظبي في أبريل الماضي وتحدثنا عن إيجاد كونفدرالية في الخليج، وتحدثت حينها عن أزمة كارثية فيما لو حدثت وهي لو حدث تسرب إشعاعي من المفاعلات النووية الإيرانية ماذا سيحدث. لا شك أنها كارثة من الساحل الغربي للخليج العربي من الكويت إلى عمان. لذلك العمق الإستراتيجي لدول الخليج جميعها هي المملكة العربية السعودية، ودليل ذلك هو المكان الذي أقامت فيه حكومة الكويت وهو أقصى الغرب في السعودية (الطائف) عندما اجتاحت قوات صدام الكويت. وأن الفائدة العظمى هي لدول الخليج أكثر من كونها فائدة للمملكة. ولو افترضنا حدوث إشعاعات فسيكون الملجأ الأفضل هو المملكة العربية السعودية كونها عمقاً إستراتيجياً لهذه الدول. الفائدة الثانية لدول الخليج هو التوحد والتكتل لأن العالم أصبح يعيش في تكتلات بما فيها أمريكا الشمالية - أمريكا وكندا والمكسيك.
من جانبه قال الدكتور فهد العنزي عضو مجلس الشورى السعودي: لا شك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لتحريك عجلة ومسيرة مجلس التعاون ليواكب تطلعات شعوب هذا المجلس على اعتبار انه مر بفترة طويلة وينبغي أن يكون هذا التطور هو قيام اتحاد أو كيان خليجي موحد، لأن دعوة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- هي انتقال من مرحلة يعيشها المجلس الآن وهي مرحلة التعاون إلى مرحلة أفضل وأقوى وهي مرحلة الاتحاد. ولا شك أن هذه الكلمة لها مدلول سياسي معروف، وهو انتقال إلى مفهوم الكيان السياسي الواحد، وذلك بعد أن عاشت دول الخليج العربي فترة من التعاون والتطوير. وبالنظر إلى دول الخليج نجد فيها الكثير من المعطيات فهي تمثل الجسد الواحد وهمومها وأمنها وتطلعاتها واحدة، ولا شك أن القالب السياسي الذي يتم التوصل إليه وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين هو الاتحاد الذي دعا إليه -حفظه الله. ومن وجهة نظري فإن هذه الدعوة هي إحدى المبادرات الجريئة التي طالما عودنا عليها خادم الحرمين الشريفين، فتطلعاته دائماً تعكسها مثل هذه المبادرات سواء على الصعيد الداخلي أو الخليجي. ولا شك أنها دعوة لاقت القبول والترحيب من إخوته قادة دول المجلس وعكست مدى حرص خادم الحرمين الشريفين لكل ما يتطلع إليه المواطن الخليجي في كل ما يخدم المصلحة المشتركة، وأن هذا التطلع يمثل لبنة هامة من لبنات التلاحم العربي لتتواكب مع التطلعات والأحداث التي يعيشها الوطن العربي على جميع الأصعدة.