لم يعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أباً للمواطنين السعوديين فحسب؛ حيث الاهتمام والدعم والرعاية والعمل على إسعادهم، وإنما هو كذلك مع كل العرب؛ يغدق عليهم من حنانه وعاطفته ودعمه؛ ما شجَّع أطفالهم ليقدموا له وسام الأبوَّة العربية تقديراً لجهوده الإنسانية والخيرية، بما لا نعرف أن زعيماً عربياً أُحيط بمثل هذا الحب والتقدير، وأُعلن الاعتراف بجميله بمثل ما تم مع عبدالله بن عبدالعزيز.
***
والأبوَّة هذه لم تأتِ مصادفة أو من غير فعل، ولم تكن أبداً صفة تنم عن عاطفة بلا خلفية جديرة بكل هذا التكريم المستحَق، وإنما هي استقراء لتفاصيل جميلة، جسَّدها هذا الملك الصالح بالعمل والموقف والشعور القومي والإنساني نحو مَنْ يرى فيهم المستقبل المشرق الموعودة به هذه الأمة، ومَنْ يرونه الزعيم القدوة بحكمته وكرمه وإنسانيته وحُسْن قيادته.
***
والمملكة هي الحاضرة دائماً في كل محفل بهي أو مناسبة احتفالية من خلال هذا التفكير الإنساني والعربي لعبدالله بن عبدالعزيز، الذي عبَّر عنه الأطفال وهم يقدِّمون له وسامهم؛ ليسارع أمين الجامعة العربية إلى القول: «لقد خطت المملكة خطوات ملموسة في مسار تطوير العمل العربي المشترك، وبذلت جهوداً للارتقاء بالإنسان العربي، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة لديه، وكذلك تعزيز ودعم الخطط التنموية الشاملة في مجالات الأسرة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام، التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة والرفاهية لدى المواطن السعودي والمواطن العربي».
***
وعبدالله بن عبدالعزيز حين يكرَّم بهذه الجائزة (الوسام) من أطفال العرب, فلأنه كما قالت سفيرة الأمم المتحدة للخدمات الإنسانية إلهام هرساني في كلمة ألقتها في هذه الاحتفالية: «لقد استحق خادم الحرمين الشريفين جائزة الأبوَّة لدوره في بناء أجيال جديدة محبة للسلام والخير والحضارة، فضلاً عن خدمته الإنسانية، ومكافحته الفقر، ودعم التعليم في دول العالم النامي».
***
أجل؛ فحين تكون صورة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في نظر أطفال العرب على هذا النحو من التقدير والاهتمام، والشعور بجاذبيتها وقبولها لديهم، فلأن خادم الحرمين الشريفين ظل يمنحهم من اهتمامه ورعايته وصدقه ما جعله مَثَلهم وقدوتهم؛ ومن ثم جاء هذا التكريم لمسة وفاء منهم، وتقديراً مستحقاً لمن يستحق، ومحاولة لتأكيد الأثر الذي تركته مواقف هذا الزعيم في نفوس هؤلاء الأطفال؛ ليظل عبدالله بن عبدالعزيز - كما هو دائماً - في قلب وعقل ومشاعر المحبين العرب، كبارهم وصغارهم.