ليس غريبًا وليس مستحيلاً أن تأتي القمة الثانية والثلاثون لقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافها ورأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- واحتضنتها عاصمة السلام والوفاء (الرياض) في الفترة من 24-25 من محرم الجاري ناجحة وتعكس تطلعات أبناء دول مجلس التعاون الخليجي..
هذه القمة الذي جاء انعقادها في ظروف بالغة الدقة والأهمية وفي ظل ما تشهده الساحة العربية من متغيرات وأحداث غير عادية وفي وقت أدركت فيه دول المجلس خطورة ما يحاك ضدها من مخاطر من قبل إيران وتهديداتها المتكررة وما تخطط القيام به من أعمال إرهابية وإجرامية داخل بلداننا الخليجية محاولة بذلك زعزعة أمن دول خليجنا العزيز لما تضمره لها من عداء وكراهية. وهذا هو ديدنها على مر الأزمنة والعصور ولكن سيبقى خليجنا بإذن الله شامخًا فوق كل الأمم بهمة وحنكة قادته الحكماء الأمناء ومن خلفهم شعبهم الشهم المغوار..
فأقول ليس غريبًا أن تأتي هذه القمة ناجحة بكل المقاييس وتعكس تطلعات أبناء دول المجلس ولِـمَ لا؟ وهناك زعيم وسياسي محنك ذو شخصية عظيمة يشار إليها بالبنان في كل المؤتمرات والقمم الإقليمية والدولية التي رأسها أو شارك بها أيده الله.. هو ذلك عبد الله بن عبد العزيز كما عهده الجميع أمد الله في عمره وأسبغ عليه الصحة والعافية.. هذا القائد العادل والراعي الأمين لهذه الأمة الذي يحرص دائمًا على استقرار دول مجلس التعاون الخليجي بكل ما أوتي من حكمه ورؤى ثاقبة وقد أتضح ذلك جليًا في كلمته التي افتتح بها أعمال القمة الـ(32) لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي حينما طالب إخوانه قادة دول المجلس الست بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد وهذا المطلب من المليك لم يأتِ من فراغ بل لما يتمتع به من رؤى ثاقبة وحنكة سياسية وعندما شعر -حفظه الله- بما يحاك ضد دول المجلس من مخاطر وتحديات تستهدف أمن دول الخليج واستقراره..
في الوقت الذي يؤكد فيه -أيده الله- على ضرورة مساعدة الأشقاء من الأمتين العربية والإسلامية في كل ما من شأنه حقن الدماء وتجنيبهم الصراعات ومخاطر التدخلات وهذا هو ديدن عبد الله بن عبد العزيز حيال نصرة الأشقاء فهمّه توحيد الصف العربي وتراه يتألم كثيرًا لما يجري في بعض البلدان العربية والإسلامية من محن واضطرابات وما يتعرض له في الآونة الأخيرة أشقاء وإخوة لنا في العروبة والدين من قتل وهتك أعراض واعتقالات ليس لها أي مبرر يذهب ضحيتها الأبرياء ممن لا حول لهم ولا قوه..
ففي مثل هذه الظروف القاهرة سرعان ما يبادر -أيده الله- بنجدة ونصرة هذه الشعوب وأعني بها تلك التي تمر بظروف غير مستقرة ويعمل جاهدًا حيال عودة الاستقرار والطمأنينة إلى بلدانهم.. فكم وكم لهذا الملك الصادق الأمين من مواقف مشرفة وجهود عظيمة ومساعٍ مباركة حيال نصرة العرب والمسلمين التي تكللت ولله الحمد بالتوفيق والنجاح.. فنعم المليك أنت (أبا متعب).
وأسأله جلّ وعلا أن يمد في عمركم وأن يسبغ عليكم الصحة والعافية ويمدكم بعونه وتوفيقه أنتم وإخوانكم قادة دول مجلس التعاون الخليجي لمواصلة المسيرة المباركة في بناء خليجنا العزيز وتحقيق ما يتطلع إليه أبناء المجلس كافة وأن يكلل أعمالكم جميعًا بالنجاح والتوفيق وأن يجعل كل ما قدمتموه يحفظكم الله لدينكم ثم وطنكم وشعبكم وخليجكم وعروبتكم وإسلامكم في موازين حسناتكم وأن يحفظ عضدكم الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأن يديم على بلادنا ودول مجلس التعاون الخليجي نعمة الأمن والرخاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
salahamound@hotmail.com