نحن في المملكة العربية السعودية نفخر بأن منحنا ربّ العزّة والجلال قيادة حانية، شعارها الصدق والعطف والحنان والأمانة وسرعة التفاعل مع تقلُّبات العصر، وكثيراً ما تشهد فترات الزمن وتقلُّباته، للقادة الأوفياء، بما تقدّمه من تضحيات لشعوبها ودولها وأمّتها وللإنسانية جمعاء، في هذه البلاد الطيبة، نعتز كثيراً بمؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه -، ومنذ أن تم توحيد هذه البلاد على يده الكريمة؛ توطّد الأمن وعمّ الخير والرخاء أرجاء البلاد، لم يتأت له ذلك؛ إلاّ بعد أن جعل غايته رفع راية التوحيد ونصرة الدين ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين والمنكوبين، وخلف أبناءً بررة، تمسكوا بنهجه، حتى جاء عهد الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز؛ عهد الخير والنماء والعطاء والشفقة والرحمة، ولما كان من أدبيات الفقه الإسلامي أنّ الأمّة لا تجتمع على ضلالة؛ فقد أجمعت على محبة هذا الرجل الإنسان، لما رأت غيرته على وطنه ومواطنيه وأمّته، جهوده - حفظه الله - متميّزة في دعم العمل العربي المشترك, والعمل الجاد لتحقيق الوفاق بين الدول العربية, وسعيه الدؤوب لتقديم الدعم والمساندة للشعوب المحتاجة والمنكوبة في العالم، ووقوفه قلباً وقالباً بحكمة متناهية مع القضية الفلسطينية المتأزمة. استطاعت المملكة بفضل الله من خلال سياستها المتوازنة وسعيها الحثيث لخدمة قضايا الأمّة العربية والإسلامية؛ تحقيق مكانة متميّزة في العالم العربي والإسلامي والدولي، وأصبحت مرجعاً مهماً لحل قضايا المنطقة، بل وشريكاً دولياً بارزاً في العديد من المحافل الدولية السياسية والاقتصادية.
إنّ ما شهدته المملكة العربية السعودية في كافة الأصعدة، منذ مبايعة الملك المفدّى؛ يُعَد إنجازاً قياسياً في عمر الزمن، هذا الملك الإنسان امتدت أياديه الخيّرة إلى شتى أصقاع العالم، لتواسي المنكوب، ولتجبر كسر مصاب، أو لتغيث ملهوفاً، أو لتحرّر توأمين من قيد السيامية بإذن الله، الملك عبد الله من أوائل القادة الذين يتفاعلون بالعقل لا بالقول مع كوارث التسونامي في بلدان العالم المنكوبة، هو حفظه الله، يتصوّر حال الأطفال الذين فقدوا أُسرهم جرّاء الكوارث، ويستشعر تذكرهم لها وفقد عوائلهم، وما يقوم به، هو ترجمة حقيقية للمعنى الإنساني المتقعّر في شخصيته، أعمال الملك عبد الله؛ أعادت التوازن للضمير العالمي المتقلّب، والذي طغت عليه الماديات، هؤلاء الأطفال الذين فاض عليهم مليكنا بمشاعره الإنسانية المفعمة بالحب والحنان، وخفف عليهم مصابهم أرادوا أن يصلوا إلى كافلهم ليقدموا له العرفان ومشاعر الامتنان، فقدموا له معاني الشكر والتقدير، في تقليدهم له - حفظه الله - «بوسام الأبوة العربية»، مشاعر مليكنا المفدّى الأبوية الحانية، تتجسّد في شرف كفالة اليتيم في الإسلام، وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم كهاتين)، ولا شك أنّ المملكة بقيادة هذا البطل خطت خطوات جبارة وملموسة في مسار تطوير العمل الخليجي والعربي المشترك والارتقاء بالإنسان العربي بشكل عام وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة. وسام الأبوّة العربية الممنوح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - أعزّه الله - من أطفال الدول العربية، في حقيقته يعكس المحبة والتقدير والاحترام الذي يحظى به مليكنا المفدّى على كافة المستويات في مختلف دول العالم، ولا غرو في ذلك، فقد نال - حفظه الله - احترام ومحبة الجميع من قادة وشعوب دول العالم بأعماله الجليلة وعدله وحزمه وصدقه ونقاء سريرته، وفوق ذلك كله محبته للخير والإخاء ونبذه للعنف وسعيه للسلام، من خلال دعوته للحوار بين أتباع الديانات، سعياً منه لرأب الصّدع وتضييق هوّة الخلاف بين الشعوب، ودعوته الجميلة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي في دورته الثانية والثلاثين لضرورة الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد يحقق أمن المنطقة وطموحات شعبها، وفي الحقيقة إنّ منح خادم الحرمين الشريفين وسام الأبوّة العربية، دليل قاطع على تميُّزه وتفرُّده في خدمة الإنسانية ومكافحة الفقر ودعم التعليم فدول العالم النامي، وسعيه لبناء أجيال جديدة محبة للسلام والخير، وتقديم هذا الوسام من الأطفال، يدل على أنهم يشعرون بصدق هذا القائد الذي أحبهم، فأحبوه، وسيسجل التاريخ بتقدير واعتزاز مبادرته - حفظه الله - في القمة الخليجية المنعقدة بالرياض ..
ودام عزّك يا وطن.
dr-al-jwair@hotmail.com