يعد الطالب الموهوب ثروة علمية يجب رعايتها والاعتناء بها حتى تخرج طاقتها الكامنة وتتحول إلى تفوق ملموس, وتعتبر الموهبة ميزة الدول وتقدم حضارتها، فبالموهوبين ترقى الأمم, فهم كنز الوطن حيث إن الموهبة لا تقتصر على مجال معين بل تتعداه إلى أفق أشمل وأعم , ومن منطلق أن الطفل الموهوب يعتبر من الفئة الخاصة يجب علينا رعايتها والاهتمام بها لذا عكف الباحثون إلى كثير من الدراسات التي من شأنها ممكن أن تسهم في تقدم الطفل الموهوب ومن هذه العناية ظهرت عملية التسريع الأكاديمي أو التعليمي.
Acceleration التسريع:
هو السماح بتقدم الطالب عبر درجات السلم التعليمي أو التربوي بسرعة تتناسب مع قدراته (جراون, 2002) ومن الناحية العملية يقصد به تخطي الصف إلى صف أعلى دون اعتبار للعمر الزمني حيث يتقدم الطالب الموهوب حسب عمره الزمني ولا يتم ذلك إلا بعد اجتيازه اختبارات الترشيح المقننة, وتعتبر عملية التسريع عملية قديمة حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تطبقها منذ عام 1981.
إن عمليه التسريع تعتبر من برامج الرعاية المقدمة للطالب الموهوب حيث نجد أن بعض العلماء قد سرعوا في تعليمهم مثل عالم الصواريخ والرياضيات نوربرت وينر وفيفرمان وغيرهما أما الأسباب المؤدية في نظر الباحثين إلى عملية التسريع:
ترى المربية ليتا هولينغورث أن الطلبة الذين سجلوا 140 على مقياس الذكاء سيهدرون نصف وقتهم في صفوفهم العادية بدون فائدة علمية، أما الطلبة الذين سجلوا 170 درجة على مقياس الذكاء سوف يهدرون الوقت كله بدون فائدة علمية.
إن الطفل الموهوب في صفه العادي يكون بعمر زمني مناسب ولكن عمره العقلي أعلى من ذلك وبالتالي سوف يقضي الوقت المخصص للدراسة بالملل أو الخمول.
يرى المربي لويس تيرمان (الأب لحركة تعليم الطفل الموهوب) أن الهدف الأساسي هو عدم إضاعة السنوات التي يمكن أن تكون كفيلة بالعطاء الإبداعي جروان, 2002.
يجب أن تتهيأ الفرص اللازمة للموهوبين بعملية التسريع حتى يتسنى الوقت لتدريبهم وتعليمهم بالمجال الذي يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم قبل أن يضيع الكثير من سنوات الإبداع لديهم.
النتائج:
إن التسريع يعد وسيلة مهمة لتحدي قدرات الموهوبين وتعطي الفرصة لهم للتعبير عن هذه القدرات للطلاب الموهوبين الذين يتمتعون بمستوى نضج عال من الناحية الانفعالية والاجتماعية قد لا يضرهم تخطي الصفوف مع طلاب اكبر سنا منهم كما يعتقده بعض الآباء والمربين.
إن عملية التسريع للطلبة الموهوبين سوف يجنبهم الملل والخمول وإضاعة الحصة الدراسية في الصف العادي بدون فائدة لهم.
هذا النوع من الرعاية التربوية يساعد الطالب الموهوب بتحقيق ذاته ويسهم في ممارسة المهن في وقت مبكر.
أسلوب سهل من الناحية الإدارية حيث لا يتطلب ترتيبات إدارية أو فنية أو خبرات خاصة من جانب المعلمين.
تزيد الطالب الثقة في النفس وبالتالي يعطى الحماس في تقدم انجازاته في التربية والتعليم.
طالبة ماجستير تربية الموهوبين - جامعة الملك فيصل