الحديث عن العمالة الأجنبية حديث مكرر معاد يتداوله الناس منذ أعوام طويلة، غير أن ما نراه أن هذه العمالة تزداد سنة بعد أخرى ولا يبدو في الأفق أنه سيحد منها رغم كل السلبيات التي تتصل بتكاثرها, فالشوارع مليئة بهذه العمالة التي تتمثّل في السائقين للأسر والشركات، وغير ذلك، ثم هناك العمال في مختلف المجالات من مزارعين إلى عمال نظافة إلى مهنيين متنوّعين، فالجميع دون شك يدرك مأساة السير في شوارعنا، حيث يفتقد النظام وتنتشر الفوضى والسبب بالدرجة الأولى هي العمالة التي يتدرب أكثرها على القيادة في المملكة هنا. وبقية العمالة في المهن الأخرى، فإن ما كتب ودرس بأن أغلبهم يأتون غير مؤهلين ويتقنون الصنعة في بلادنا، ثم تأتي الطامة الكبرى وهي الجرائم التي تنتشر من خلالهم، فلا تخلو صحيفة يومية من ذكر حادثة أو جريمة جاءت من خلال العمالة، عدا ما يتناقله الناس من قضايا أخرى عن هذه العمالة.
إن ما أقوله هنا ليس عنصريةً أو موقفاً ضد العمالة، فأنا أعرف مثل غيري أننا نحتاج إلى عمالة تسهم في البناء ويعتمد عليها في تنفيذ مشروعات التطوير والتحديث، ولكن أن تكون هذه العمالة عمالة جاهلة أمية فهو الاعتراض؟ وأن تأتي هذه العمالة من بلدان تكثر فيها الجرائم فهو الاعتراض؟ وأن يأتي هؤلاء من بلدان تنتشر فيها عادات وتقاليد تختلف عمّا هو موجود في مجتمعنا فهو الاعتراض؟
نحتاج إلى وقفة جدية تأخذ ما كتب ويكتب مأخذ الجد فتعمل بناءً على ذلك على وضع حد لاستقدام عمالة لا فائدة من ورائها سوى الإساءة بكافة أنواعها.