Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية والأدبية والثقافية التي تشرف برعاية كريمة من لدن قادة بلادنا المباركة، وتسعد بمشاركة أكاديمية متخصّصة وذات دراية وخبرة واسعة في الموضوع عنوان هذه الفعالية أو تلك «محل الدراسة والنقاش»، وتركز على مواضيع الساعة، هذه الفعاليات - هي في نظري - من أهم الأعمال العلمية التي شهدت في الأعوام الأخيرة تطوراً ملحوظاً واهتماماً واسعاً من قِبل وزارة التعليم العالي ممثلة بالجامعات السعودية القديمة منها والحديثة، الحكومية والخاصة، ويأتي على رأس قائمة هذه الجامعات التي أولت هذا المنشط الهام جلّ اهتمامها داخلياً وخارجياً جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض والجامعات الإسلامية في المدينة المنورة، والرائع في هذه الفعاليات العلمية طرحها لقضايا وإشكاليات ذات بُعد وطني وعالمي برؤية إسلامية مؤصلة وعميقة وبأسلوب علمي رصين، ولمعالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل جهوده الرائعة التي حقها الذّكر ومن ثم الشكر في هذا المقام، فهو والفريق العلمي والإداري الذي معه، يبذلون جهداً واضحاً من أجل بناء منظومة معرفية متكاملة وشاملة ذات قوة ومتانة علمية تتناسب وعلوم العصر ومفرداته المعرفية وأساليبه ومناهجه التحليلية الحديثة، وتتكئ على الدليل الشرعي السلفي الصحيح، ولعلّ ندوة « السلفية منهج شرعي ومطلب وطني « والتي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ويشارك فيها نخبة من العلماء ورجال الفكر والباحثين المتخصصين وتحتضنها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتبدأ أعمالها صباح هذا اليوم الثلاثاء، خير دليل وأوضح شاهد وبرهان على ما أشرت إليه أعلاه من اهتمام هذه الجامعة المباركة في خدمة قضايا الأمة وإنارة السبيل أمام النشء، وبيان منهج هذه البلاد الذي يثبت للعالم كله في كل منعطف وعند أي حدث، أننا في هذا الوطن المعطاء جماعة واحدة، ولا نرضى لأحد مهما كان أن يندسّ بيننا من أجل أن يفرّق هذه اللحمة، فالاختلاف نقلاً وعقلاً لا خير فيه والتفرُّق والتحزُّب شر،، والجميل في محاور هذه الندوة أنها ستحدد معالم المنهج السلفي الصحيح على ضوء النص القرآني الخالد والهدي النبوي الشريف، كما أنها ستبيّن بكل وضوح أنّ مصطلح السلفية ليس كما يدّعي أحد الكتّاب (من المصطلحات التي يحيط بمضمونه الغموض أو عدم التحديد)، وزماً سترد من خلال البحوث العلمية المحكمة والأوراق العلمية المتميّزة على شبه المرجفين والمشكّكين سواء الذين يربطون الغلو والتطرُّف، والتكفير، أو الآحادية في الرأي والتقوقع على الذات ويمارسون الإقصاء للرأي الآخر، أو ظلم المرأة وهضمها حقوقها الحقيقية، و... يربطون هذه وغيرها بهذا المنهج الرباني الوسط، كما أنّ في هذه الندوة تصحيحاً لكثير من المفاهيم المغلوطة وردٌّ بيّن على الذين يقولون إنّ السلفية مرحلة زمنية لا مذهب إسلامي أو منهج رباني باقٍ إلى يوم الدين، أو الذين يدّعون أنّ السلفية اليوم (مجرّد مجموعة أفكار اعتقادية وأحكام سلوكية تم تجميعها من التراث الإسلامي الذي وضعه العلماء السابقون ولم يجر هذا التجمع أو الانتقاء بناءً على فحص علمي وإنما اعتماداً على أمزجة هؤلاء المنتمين)، أو قول من يسمّون بالعصريين الذين يذهبون إلى أنّ السلفية (قفز على الواقع وإلغاء لمفهوم الزمان، وإنكار لعوامل التغيُّر والتطوُّر في المجتمع، وإرادة الوقوف عند نموذج واحد من النماذج الفكرية هو نموذج الصحابة والسلف الصالح - عمادها فهم ماضوي يعتبر أولوية الثوابت على المتغيّر واتخاذ النص بديلاً من الواقع).

إنني شخصياً أعتقد أنّ هذه الندوة جاءت في وقتها، ففيها إضافة إلى الحديث عن الحركات الإصلاحية السلفية في بلادنا الإسلامية، خاصة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة..

- تحديد للهوية الوطنية.

- وبيان للمرجعية.

- وتأكيد على الشرعية.

وهذه الثلاث من أعظم الإشكاليات التي تواجه السياسي والمفكّر في كثير من البلاد العربية والإسلامية اليوم، فهي الأس الذي قامت من أجله الثورات فيما يسمّى «بالربيع العربي»!!.

إنّ العقلاء والمنصفين والمستشرفين للمستقبل الوطني، يثمِّنون ويشكرون جامعة الإمام على عقد هذه الندوة في ظل الظرف العربي الراهن، ويدعون للباحثين والدارسين المشاركين بالتوفيق والسداد، وإنْ كان هناك أمل ورجاء، فهو أن تقوم وزارة الإعلام بنقل وقائع هذه الندوة المتميّزة عبر قناة الثقافية لمتابعتها والاستفادة منها داخلياً وخارجياً،، دمت عزيزاً يا وطني، وتقبّلوا صادق الود وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
جامعة الإمام و«السلفية الوطنية»
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة