في الوقت الذي نفرح بمزاين الإبل؛ لأنه يشعرنا بالاطمئنان حيال ثروتنا الحيوانية، التي تدللها القبائل العربية، وتفتخر باقتنائها لها كما يدلل الدنماركيون أبقارهم، إلا أننا نعاني من نقص حاد في الثروة الحيوانية من الماشية، خاصة الأغنام. ولعل كثيرين لاحظوا الغلاء الكبير للخروف النجدي بعد النقص الحاد في استيراد النعيمي، بسبب الظروف السياسية، المعالجة السريعة المتوقعة من وزارة الزراعة هي دعم المزارعين ومساندتهم في تربية المواشي، وسد النقص في السوق السعودي. لكن المقطع الذي انتشر على اليوتيوب يُظهر عدم مبالاة الوزارة بحجم المشكلة أو نيتها في مساندة المزارعين، فضلاً عن عدم مناسبة الأسلوب الذي استخدمه المسؤول الكبير بالوزارة مع رجل كبير في السن قال كلمة حق، ولم يتجاوز، وهو أحد المواطنين الذين تقع مطالبهم تحت مسؤولية الوزير مباشرة. كما أن التعامل مع أسئلة الصحفيين وتركهم دون إجابة يدل على عدم تقدير لدور الإعلام وضرورة احترامه كمؤسسة مدنية تعاضد الدولة في أدوارها التنموية وتنقل بشفافية آراء ومطالب المواطنين.
الطبيعي، وفي كل دول العالم، أن يرد المسؤول على تساؤلات الإعلاميين والمواطنين ومطالبهم من واقع الخطط والاستراتيجيات التي تسير عليها وزارته، ويكون ذلك بلغة راقية تنم عن تقدير الدولة لمواطنيها؛ لأنه ممثل الدولة أمام المواطن، وهو في خدمة المواطن، وليس العكس, وعليه تقع مسؤولية استيعاب الانفعالات كافة وتفهمها ومعالجتها سريعاً.
المدهش أن يوجه المسؤول المواطنين في معرض إجابته عن مشكلة غلاء المواشي والأرز بأن يحذوا حذوه، ويفعلوا مثله، ويأكلوا الأسترالي والقرصان (!!)، وفي مقطع اليوتيوب يرد بنفس الأسلوب السابق أيضاً على مُزارع يشتكي من نقص أدوية المواشي، وبدلا من وعد المواطن بحل المشكلة وتقصي أسباب النقص ومعالجة الوضع يسرد المسؤول تجربته الشخصية مع مزرعته الخاصة ومواشيه والصيدلية التي يحلف معاليه بأنه يشتري منها أدوية ماشيته.
الوظائف العامة هي وظائف مصممة لخدمة المواطن، وعلى من يتولاها ألا تأخذه حالة الانبهار والافتتان بالشكليات على حساب ما هو مطلوب منه للقيام بعمله لخدمة المواطنين.
f.f.alotaibi@hotmail.com