« حبي لقضيتي أقوى من رابط الدم الذي يجمعنا».
هكذا قال، ببرود،» المناضل» الإيرلندي لشقيقه، قبل أن يعدمه بالرصاص، في فيلم «الريح التي تهزالشعير».
هو شاب، ليست خامته خامة شريرة. يقتل شقيقه، بلا تردّد، بلا وازع، بلا رعشة ضمير، لا لشيء سوى لاختلاف إيديولوجي بينهما.
القشعريرة تجتاح روح كلّ إنسان طبيعي سويّ، لدى رؤية هذا المشهد المُروّع، لدى ارتطامه بهذا الاحتمال المرعب، ولكن الواقعي.
إنها القشعريرة نفسها التي يستشعرها كلّ ذي فؤاد سليم، في فيلم (اوليفر هير شبيغل) عن « أيام هتلرالأخيرة»، تحديدا عندما نرى (ماغدا غوبلز)، زوجة وزير إعلام هتلر، وهي تُجرّع بُعيد سقوط النازية أبناءها الستة السمّ، واحدا تلو الآخر، ثم.. تنتحر، لأن «القضية خسرتْ، ولم يعد ثمة ما يستحق الحياة لأجله».
أهلٌ يُقررون الموت لأبنائهم، نيابة عن أبنائهم.
شقيق يُعدِم شقيقه، ولا يندم..
- يبدأ الانحراف عن صراط الحق والعقل، يسيرا هيّنا، في الظاهر، بحيث لا يأبه له السطحيون، ولا يعقدون على نتائجه حبال الخوف أو الوجل. ثم لا يلبث هذا الانحراف أن يتعمّق، حتى ينكشف المبتعدون عن انحرافهم، عن صراط الحق والعقل.
- لا يتلو الندم فعل الإرهابيين القتلة، بل البهجة والتشفّي.
- تتكوّن الإيديولوجيات، حتى وإن تستّرت باسم الله، وباسم الإسلام، وُفق نظام واحد. وهو أن يجمع مُتهوّس حوله مُضلّلين (تشديد اللام الأولى وفتحها)، ينشرون تعاليمه بالتلقين، والعدوى النفسية.
- لا تُصدق إلاّ ما كان واضحا. صدّق ما كان واضحا.
- لا تنظر إلى من قال. فكّر بما قال.
- أصل البلاء نجم عن أولئك الذين يظنون أن حكمهم على الأمور هو حكم الله تعالى.
- تذكّر دائما أن ثمة ثعابين تحت.. الماء أيضا.
Zuhdi.alfateh@gmail.com