والله إنه أمر معيب علينا أن نصرف على تعليم طالبنا أكثر مما تصرفه كوريا أو سنغافورة على تعليم طالبها، ومع ذلك نحصل على مركز متأخر جدا في مسابقة العلوم والرياضيات (عصب حضارة اليوم) بينما كوريا وسنغافورة تتنافسان على المركز الأول في تلك المسابقة.
ومعيب علينا أيضا أن يتمتع تعليمنا بميزانية يسيل لها لعاب أي نظام تعليمي في الدنيا ومع ذلك نجد أن نصف مبانينا المدرسية منازل مستأجرة مخصصة أصلا للسكن العائلي، ومعيب علينا أيضا أن يفشل أكثر من ثلث طلابنا الجامعيين في التخرج من جامعاتهم (حسب تصريح أحد مديري جامعاتنا)، ومعيب علينا أن تكون بلادنا هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة التي تقتطع من منهجها المدرسي الجزء الأكبر لتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ومع ذلك يعجز طلابنا اليوم عن التحدث والتواصل بلغة حوارية مقبولة، بل ويرتكبون سلوكيات سلبية مخجلة، وهذا يجعلك تشك في جودة تدريسنا لتلك المادتين!
ومعيب علينا أيضا أن تكون مساحة بلادنا بحجم مساحة خمس دول أوربية ومع ذلك عجزنا عن إيجاد أراضي نقيم عليها مدارسنا أو حتى منازل نسكنها، ومعيب علينا أن تكون بلادنا أفضل سوق للحواسيب وتقنية المعلومات في العالم العربي والإسلامي، ومع ذلك بقي التعليم داخل مدارسنا محروما من نعمة التطبيقات التعليمية للتقنية المعلوماتية الحاسوبية!.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود