تواترت وتتالت الكتابات، والتقارير، والقرارات حول الطالبة التي التقطت صورا في جامعة البنات،.. وصدر القرار بفصل الطالبة، وتحول الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي, إلى ذوي نخوة، فتبادلوا ضرورة حذف المقاطع للصور، وعدم تبادلها... إلى نهاية فصول الموقف..
والمتمعن في الأمر، يجد التناقض الشاسع في كثير من محتوى التعامل مع القضية، بينما تشابهت ظواهر التعامل معها..
بلا ريب أن تصرف الطالبة خاطئ، ولا يقره عقل، بل لا يقبله منطق يرسخ للسلوك القيمي في التعامل مع تقنية الوسائل المستهلكة، المنتشرة، الملازمة للفرد كما يلازمه نفَـسُه الذي يؤكد الحياة في رئتيه..
غير أن المتابع للمتاحات التي أُشرعت أبوابها على مصاريعها كلها في المجتمع، يجد أن خللا ما اعترى بنية المفاهيم لدى شرائح مهمة في المجتمع, وأولها شريحة مقتبلي العمر, ممن يُطلق عليهم «جيل العشرينات»، فهم في الأساس، لم يبلغوا الرشد التام في ضوء تربية حازمة، وتنشئة سليمة، تؤسس للأخلاق والقيم، وفي مقدمتها, احترام الحدود الخاصة في التعامل مع الآخرين، مما لم يوطد الرادع في غالبيتهم، لتجاوز الواحد منهم خصوصية الآخر، بما في ذلك عدم التجسس عليه, وعدم التعرض لكشف خصوصية له, ومنها التقاط الصور على سبيل التمثيل بالحادثة..
لكن ما الذي يمكن أن يقال، والمجتمع برمته قد تغير فيه على حين غرة الكثير والكثير،..
فشبكات التواصل تنبئكم عما تغير، وصفحات الصحف، وشاشات الفضائيات، ومجالس المؤسسات، ومقاطع المرئي والمسموع..؟ مع التأكيد على أن في كل ذلك الجيد والرديء، والمعقول وغير المعقول، والمقبول وغير المقبول..
إذ ليس كل متغير متحرك غير مجد، أو لا يستطاب..,
كما أن ليس كل راكد في مكانه فاسد.., أو لا يستطاب..
ما أريده من هذا، أن هناك ما على المجتمع التنبه إليه، وعدم التفريط فيه...،
وهو الاهتمام بالتربية والتنشئة...,بشكل جاد، وضروري..,
بتأسيس المفاهيم..., والقيم... عند التنشئة الأولى...، وعدم الركون إلى طمأنينة ذهاب الأبناء للمدارس والعودة منها.. وقضاء وقت مع الأجهزة، والصحب، والتسوق.., بنات وبنينا..
أما من هم في هذه المرحلة من تداخل المفاهيم، وسهولة الاقتناء, للوسائل الميسرة لتجاوز هذه القيم، في سلوك غير ذوي الرشد منهم ومنهن..., ممن لم تؤسس فيهم ضوابط الأخلاق...، أو أُسّست رخوة، عَصَفها تيار الواقع من حولها... فإنهم بحاجة ماسة إلى دورات في أمر الأخلاق..., ودعاماتها..., والسلوك المنضبط..., وأهميته..., والقيم..., ودورها في سلامة المسلك، ونتائج الانفتاح..وفضائل العلاقات.