الجزيرة - الرياض

تلبية لدعوة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وفي إطار الجهود المشتركة لدعم البرامج الصحية ومكافحة الأوبئة وتعزيز الصحة الوقائية في البلاد الأفريقية، شارك الأسبوع الماضي مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد عالي المستوى، في أعمال (منتدى العمل المشترك) السابع عشر لبرنامج مكافحة وباء عمى النهر في أفريقيا، الذي تستضيفه دولة الكويت بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء الصندوق الكويتي تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، معالي الشيخ صباح خالد الصباح.

وشارك في المنتدى الذي استغرق ثلاثة أيام نحو 150 مندوباً، من بينهم ممثلو 20 مؤسسة تمويلية، و30 دولة إفريقية يمثلها وزراء الصحة، وأكثر من 15 منظمة غير حكومية، فضلاً عن المنظمات الراعية لهذا البرنامج، وهي منظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.

وجدير بالذكر أن العمى النهري هو مرض طفيلي خطير ينتقل عن طريق لدغات الذباب الأسود الحامل للمرض، والذي يتكاثر بسرعة كبيرة على ضفاف الأنهار والجداول ويمثل هذا المرض مشكلة صحية عامة، ويعتبر السبب الرئيسي للعمى في العديد من البلدان الإفريقية، خاصة منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى بعض المناطق الأخرى كاليمن وأمريكا اللاتينية.

ويهدف برنامج مكافحة وباء عمى النهر، الذي يباشر أعماله منذ سبعينيات القرن الماضي، إلى القضاء على هذا المرض باعتباره أحد الأوبئة التي تمثل خطورة بالغة على الصحة العامة في إفريقيا، علاوة على ذلك فقد أدى الخوف من المرض إلى ابتعاد الناس عن الوديان والأنهار حيث الأراضي الزراعية الخصبة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وتفشي الفقر.

وفي معرض تعليقه بشأن المشاركة في المنتدى، أشار الحربش إلى أن أوفيد يعلق أهمية بالغة لدعم هذا البرنامج، الذي من شأنه أن يعمل على تعزيز الصحة العامة وما لها من أثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في البلدان الإفريقية، منوهاً إلى أن أوفيد قد ساهم في دعم مساعي هذا البرنامج منذ بدايته من خلال تقديم ست منح لحماية أكثر من 120 مليون شخص في المجتمعات المعنية وتمكينهم من العيش حياة صحية كريمة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى يُعقد سنوياً بالتبادل بين البلدان الإفريقية المعنية والجهات الممولة للبرنامج بالتنسيق مع المنظمات الراعية لاستعراض أهم الإنجازات وتطور الأنشطة المختلفة، والتصديق على الميزانيات، فضلاً عن مناقشة وبحث الاستراتيجيات الجديدة للتصدي لمعوقات توزيع الأدوية على مستوى القرى.