يقول الذي قد فاض في القلب شعرهُ
وعَبرته من دمعة العين تُرسِلُ
ألا نشكر المولى على كل نعمة ٍ
ونعمة هذا الدين أعلى وأكملُ
صفاءُ اعتقادٍ في سماحة شِرعةٍ
وحسنُ تعبّادٍ ندِينُ ونُجمِل
حجَجْنا لبيت الله أيامَ طاعةٍ
وذكرٍ وتكبيرٍ ولبيك أولُ
لبسنا ولبينا وللحج رهبةٌ
وخشيةُ قلبٍ بالعبادات يُشغَل
إذا ما ذكرنا الله لانتْ نفوسنا
وساعةَ كبّرناه فالقلب يَوجلُ
دخلنا مِنىً والأمنياتُ وهَمُّنا
رضا الله والحجاجُ تأتي وتدخل
أتَوْا من طريق البر والبحر والسما
ومن كل فجٍّ فالملايين تنسِل
عليهم من الرحمن ثوب سكينةٍ
ويرجون ربًّا للعطيات يجزل
وقفنا قبيل النحر والحجُّ وقفةٌ
وسِرنا لجَمعٍ في المساء نهلّل
رمينا كإبراهيم رميةَ سنةٍ
لنخزيَ شيطان الردى فيُوَلْوِل
وطفنا طواف الحج والقلب مخبتٌ
بأطهر أرض الله والدمع مسبَل
يذكِّر يوم الحشر رصّ صفوفهم
رجالاً ونسواناً إذ الكل يذهل
ترى من يحج البيت يبذل وقته
وجهداً ومالاً فيهما ليس يبخـل
يريد قبول الله لا شيء غيره
يريد ويدعو ربه يتقبل
وليس يُضيع الله من جهد عبده
فتيلاً به الميزان يربو ويثقل
قضى موسمٌ من أفضل الحج موسماً
أمانٌ وإيفاد الحجيج وموئل
بفضل الإله ثم بذل بلادنا
فهذا جواب الحج إن كنت تسأل
وقد أمِن الحجاج من كل فتنةٍ
وأعداؤنا في حقدهم قد تكبلوا
بلغنا بهذا العصر شأواً ورفعةً
بها شَهِد القاصي وهذا مسجَّل
وأتحفنا المولى بصدق قيادةٍ
تلاحمها في شعبها ليس يُجهل
مليكٌ له في كل قلبٍ مكانةٌ
أيُلقى له خصمٌ وفي الوُدّ يرفل
أعـدْ موسماً للحج يا ربّ أزمنـاً
وإذْ أمة الإسلام أقوى وأكمل