يعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع من الأوائل الذين خدموا هذا الوطن منذ بداية شبابهم، فقد تولى إمارة منطقة الرياض منذ وقت مبكر.

ولأن إمارة منطقة الرياض تضم عاصمة المملكة (الرياض) والتي يتألف سكانها من مزيج من كافة شرائح المواطنين ومن مختلف مناطق المملكة الذين قدموا إليها إما للعمل أو لمرافقة أبنائهم أو بناتهم للدراسة بالجامعات الموجودة فيها قبل أن تنتشر الجامعات في سائر أنحاء المملكة، إضافة إلى أن الرياض أيضا تضم سفارات الدول وبعثاتها الدبلوماسية، فقد أدى ذلك إلى تنوع وتعدد نشاط سمو الأمير سلمان ليشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية والأمنية والإدارية والسياسية.

فنحن دائما نشاهد سموه وهو يستقبل السفراء المعتمدين في الرياض، كما يجتمع مع ضيوف المملكة من وزراء وغيرهم، كما أن إدارة سموه للعمل الهام بالإمارة أعطاه بعدا اجتماعيا ومحليا بحكم المزيج الذي يشكل سكان العاصمة حيث أثبت سموه نجاحه في الحكم والإدارة وممارسة النشاط العام.

وإضافة لما تقدم يتميز سمو الأمير سلمان بالسمات التالية:

* أن سموه ذو ثقافة واسعة بحكم قراءته الكثيرة والمتنوعة وكل شخص يقابل سموه ويتبادل معه الرأي في الشأن العام يلاحظ ذلك.

* تقديره واعتزازه بكتاب الله الكريم, حيث يرعى سموه سنويا وبشكل شخصي مناسبات حفظ القرآن الكريم, بل إنه يدعم الجمعيات الخيرية التي تقوم بهذا العمل.

* تقديره للعلم والعلماء، حيث يقوم سموه من حين لآخر بزيارة العلماء في منازلهم وفى هذا المجال أتذكر بأننا كنا في أحد الأعياد عند سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، حيث كنا نهنئه بالعيد وفجأة دخل علينا في مجلس الشيخ سمو الأمير سلمان ومعه أخوه سمو الأمير سطام، وكانا قادمين من المطار مباشرة، حيث كان سموه في محافظة جدة فقد آثر سموه السلام على الشيخ ابن باز قبل أن يذهب لمنزله، وذلك يعتبر دليلا على ما ذكرناه من تقدير سموه للعلماء.

* تقدير سموه للمسئولين المخلصين، ففي مناسبة تكريم معالي الدكتور ناصر السلوم وزير النقل السابق بعد انتهاء مسئوليته في الوزارة أثنى سموه على الوزير السلوم وعلى إخلاصه ونزاهته، حيث ذكر سموه في هذا المجال بأن المليارات المعتمدة لمشاريع النقل كانت تجري أمام الوزير السلوم ومع ذلك عفّ عنها و كان نزيها وأمينا أمام هذه الأموال الكبيرة.

* تقدير سموه للمثقفين والأدباء فقد شاهدنا سموه وهو يحضر شخصيا حفل تكريم الشيخ عبد الله بن خميس كما يحضر عزاءه والصلاة عليه بعد وفاته رحمه الله، كما شاهدنا سموه وهو يحضر حفل تكريم الشيخ عبد الله بن إدريس ويلقي في الحفل كلمة مؤثرة جدا، وهو دليل آخر على محبته للعلماء والأدباء والمثقفين.

* اهتمام سموه بنشاطات العمل الوطني، فنحن نشاهده باستمرار يحرص على حضور المؤتمرات والندوات وحفلات تخرج طلاب الجامعات والمعاهد المتخصصة.

* محبة سموه للمواطنين والاجتماع بهم سواء في مكتبه بمقر الإمارة أو في منزله، حيث يستقبل المواطنين في منزله يوم الاثنين من كل أسبوع.

ويجرى في هذا الاجتماعات الأحاديث التي تهم المواطن والوطن.

* شفافية سموه وتقديره واحترامه لأراء الآخرين وأذكر في هذا الصدد بأني رغبت يوما في السلام على سموه وقبل دخولي على سموه أشعرني موظفو المكتب بأن الوقت المخصص لي هو خمس دقائق وذلك بسبب كثرة أعداد من يرغب مقابلة سموه، فقلت لهم سيكون الوقت أقل من ذلك، ولكنني فوجئت بأن وقت مقابلتي لسموه الكريم امتدّ إلى خمس وثلاثين دقيقة وذلك يعود لشفافية سموه ورغبته في سماع الآخرين وتبادل الآراء في الشأن العام معهم.

* اهتمام سموه بما يهم المملكة بشكل عام وليس منطقة الرياض فقط فكلنا نتذكر (معرض المملكة بين الأمس واليوم) الذى جاب مختلف عواصم العالم المتحظر، والذي يهدف إلى توضيح ما وصلت إليه بلادنا من تقدم وحضارة حيث بذل سموه جهودا مضنية في سبيل نجاح هذا النشاط الوطني وهو دليل على شمولية سموه وعدم قصر أعماله أو نشاطاته على منطقة معينة.

* تحلي سموه بسمة الوفاء والتضحية بشهادة الجميع داخليا وخارجيا فقد أثنى هؤلاء على وفاء وتضحية سموه بوقته وجهده وأعماله في سبيل الوقوف مع أخيه سمو الأمير سلطان (رحمه الله)، حيث رافق سموه أخاه في رحلة علاجه الأولى والتي تجاوزت السنة، ثم في رحلة العلاج الأخيرة والتي قاربت الستة أشهر، حيث عاد سموه مع جثمان أخيه تغمده الله برحمته بعد أن انتقل إلى جوار ربه.