إعداد: صباح بنت محمد بن عبد الله العرفج

المشرفة على كلية المجتمع بالأحساء

جامعة الملك فيصل

إشراف : الدكتورة/ محاسن إبراهيم شمو

أستاذ تعليم التربية الأسرية المشارك

كلية التربية

جامعة طيبة

تتعدد المناهج الدراسية وتتنوع, ومع هذا التعدد والتنوع تبقى التربية المائية مسئولية النظم التعليمية على اختلاف مستوياتها, وتعد تنمية أهداف التربية المائية مسؤولية المناهج الدراسية كلٌ في نطاق تخصصه واهتماماته.

وفي ضوء ذلك وبالاطلاع على كتب الاقتصاد المنزلي في جميع المراحل لوحظ بأن مناهج الاقتصاد المنزلي تفتقر إلى تناول قضايا ومشكلات المياه كما وأنها جامدة ليس لها علاقة بسلوكيات استخدام المياه في تنفيذ المهام ولم تجد عناية في مجال التخطيط والبناء والتنفيذ و التطوير في مجال ترشيد استهلاك المياه وما يتطلبه من معارف ومهارات علاوة على أنها تغفل المواقف والأمثلة والقصص والسلوكيات التي تستثير أذهان التلميذات وتستهدف التوعية بجوانب مشكلة المياه وسلوكيات الاستخدام السليم لها وكذلك الأنشطة التي تستهدف تعويدهن على مهارة اتخاذ القرار وتحمل المسئولية تجاه استعمالات المياه.

ومن خلال الدراسة النظرية لقضايا الموارد المائية تم التوصل أن مشكلة نقص الموارد المائية ذات أبعاد متعددة منها ما هو طبيعي خاص بتوزيع الموارد المائية السطحية والجوفية والجوية, ومنها ما هو بشري يتمثل في عدم التوازن بين ما هو متاح من موارد مائية والاستهلاك الفعلي لتلك الموارد، كما كما وأن مشكلة نقص المياه تتأثر بها كافة قطاعات ومؤسسات المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي, فهي تؤثر في القطاع الاجتماعي والزراعي والاقتصادي والصناعي والتنموي, و تؤثر أيضا في الحياة العامة للمواطنين، وبالرغم من أن الجهود الحكومية المبذولة في توفير الاحتياجات المائية للمواطن السعودي في المملكة العربية السعودية كبيرة إلا أنها لا يمكن أن تفي بما هو مطلوب من مياه إلا إذا تعاون معها المواطن من خلال اتباع أساليب سلوكية مرشدة للمياه ، الأمر الذي يحتم ضرورة التحرك على كافة الأصعدة والمستويات لاسيما على الصعيد التربوي والتعليمي لمواجهة مشكلة شح المياه والتغلب على ما يمكن أن تفرزه هذه المشكلة من مشكلات فرعية ترتبط بالمشكلة الكبرى وهي نقص الموارد المائية.

ومن خلال استقراء الأدبيات التربوية المتصلة بموضوع الدراسة تبين بأن التربية المائية لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين في مجال المناهج وطرق التدريس عامة ولاسيما في الدول العربية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، ولم تأخذ نصيبها الكافي من البحث والتجريب في جميع المراحل الدراسية الأمر الذي حفز إلى إجراء دراسة شبه تجريبية في المرحلة الابتدائية والتي تعتبر من أهم المراحل في السلم التعليمي وتعتبر مناهجها من أهم وسائل التربية التي يعتمد عليها المجتمع في توفير الخبرات المتعددة التي تمكن التلاميذ من اكتساب معارف ومهارات تؤهلهم من مواصلة التعليم في المراحل التي تليها.

ولقد تحددت مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال التالي:

ما فاعلية وحدة مقترحة في الاقتصاد المنزلي قائمة على البنائية في تنمية بعض المفاهيم والمهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية لدى تلميذات الصف السادس الابتدائي؟

وتفرع من هذا السؤال التساؤلات التالية:

- ما المفاهيم المائية المرتبطة بالتربية المائية التي ينبغي أن تكتسبها تلميذات الصف السادس الابتدائي من خلال دراستهن للوحدة المقترحة ؟وما المهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية التي ينبغي أن تكتسبها تلميذات الصف السادس الابتدائي من خلال دراستهن للوحدة المقترحة ؟وما هو التصور المقترح لإعداد وحدة في الاقتصاد المنزلي قائمة على البنائية لتنمية بعض المفاهيم المائية والمهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية لدى تلميذات الصف السادس الابتدائي ؟وما فاعلية الوحدة المقترحة في تنمية بعض المفاهيم المائية والمهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية والمتضمنة بالوحدة المقترحة لدى تلميذات الصف السادس الابتدائي ؟

وقد اتبع البحث التصميم شبه التجريبي ذو المجموعة الواحدة والقياس القبلي والبعدي لأدوات البحث ، حيث تم دراسة أثر المتغير المستقل (الوحدة المقترحة) على المتغيرات التابعة (المفاهيم المائية والمهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية والمتضمنة بالوحدة المقترحة) لاختبار صحة فروض البحث الموجهة.

كما وقيست فاعلية الوحدة المقترحة ب استخدام معادلة بلاك Black لحساب نسبة الكسب المعدل.

وقد تألف مجتمع البحث من جميع تلميذات الصف السادس الابتدائي اللاتي يدرسن في المدارس الحكومية بمحافظة الأحساء في العام الدراسي 1430-1431هـ والبالغ عددها 165 مدرسة، كما وتكونت عينة البحث من 32 تلميذة من تلميذات إحدى فصول الصف السادس والتي اختيرت بطريقة عشوائية، كما وتكونت أدوات الدراسة من اختبار تحصيلي في المفاهيم المائية في مستويات: (المعرفة– الفهم – التطبيق- التحليل- التركيب- التقويم) حسب تصنيف بلوم للأهداف التعليمية، واختبار مواقف وبطاقة ملاحظة لقياس بعض المهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية وهي مهارة ترشيد الاستهلاك ومهارة اتخاذ القرار ومهارة تحمل المسؤولية.

وقد أسفرت نتائج التحليل الإحصائي للبحث عن وجود فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات تلميذات الصف السادس الابتدائي قبل دراسة الوحدة المقترحة وبعدها في تحصيلهن لبعض المفاهيم المائية المرتبطة بالتربية المائية لصالح التطبيق البعدي وكانت نسبته 26.11 وهي نسبة مرتفعة لتأثير الوحدة على تحصيل التلميذات في المفاهيم المائية، وكذلك وجود فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات تلميذات الصف السادس الابتدائي قبل دراستهن للوحدة المقترحة وبعدها في استجابتهن لبعض المواقف الحياتية المرتبطة بالتربية المائية لصالح التطبيق البعدي وكانت نسبته 28.48 وهي نسبة مرتفعة تدل على تأثير الوحدة وتنميتها لحسن تصرف التلميذات في المواقف الحياتية المرتبطة بالتربية المائية، ووجود فرق دال إحصائياً عند مستوى (0.05) بين متوسطي درجات تلميذات الصف السادس الابتدائي قبل دراستهن الوحدة المقترحة وبعدها في اكتسابهن لبعض المهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية لصالح التطبيق البعدي وكانت نسبته 40.55 وهي نسبة مرتفعة تدل على تأثير الوحدة وتنميتها لممارسة التلميذات لبعض المهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية ، وهذا يدل على أن الوحدة المقترحة في التربية المائية لمادة الاقتصاد المنزلي والتي تم تدريسها لتلميذات الصف السادس الابتدائي وفق نموذج التعلم البنائي قد أسهمت في تنمية بعض المفاهيم المائية وبعض المهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية والمتمثلة في مهارة ترشيد الاستهلاك وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار تجاه التعامل مع المياه.

وقد كان من أهم توصيات الدراسة ضرورة تطوير مناهج مادة الاقتصاد المنزلي في جميع المراحل في ضوء أهداف التربية المائية، والاهتمام بغرف الاقتصاد المنزلي وتجهيزها بالأجهزة والأدوات التي تساعد التلميذات وتشجعهن على ممارسة أساليب ترشيد استهلاك المياه في بيوتهن، وتضمين بعض القضايا الحياتية المرتبطة بالتربية المائية في مناهج الاقتصاد المنزلي بشكل تتابعي وتكاملي ، وكذلك تضمين أساسيات التربية المائية ومهاراتها في المقررات الدراسية التي تدرسها الطالبات المعلمات في تخصص الاقتصاد المنزلي خلال سنوات تعليمهن الجامعي بهدف تدريبهن على كيفية إكساب التلميذات المهارات التي تساعدهن على التعامل مع المياه والتكيف مع المشكلات المائية التي تواجههن وباستخدام نماذج تدريسية حديثة، وتنمية مهاراتهن على إتقان فن التوعية المائية والإقناع والتي تسهم في تحقيق تلميذاتهن لأهداف التربية المائية وتوعيتهن بخطورة الوضع المائي على مستوى الدول العربية والمملكة العربية السعودية بوجه خاص حيث إنهن لن يتحمسن لنشر الوعي المائي ما لم يكن هناك إدراك ووعي متكامل بالمشكلة المائية، كما وأوصت الدراسة بأهمية إعداد وتنفيذ برامج تدريبية لمعلمات الاقتصاد المنزلي وللمشرفات التربويات خاصة بتطوير مهارات التربية المائية عامة والمهارات المتضمنة بالبحث خاصة ، ومساعدتهن على إتقانها ليتسنى لهن تدريب التلميذات عليها بسهولة. وتزويدهن بكل ما هو جديد وحديث في مجال التربية المائية وبصفة دورية، وكذلك إعداد أدلة لمعلمات الاقتصاد المنزلي في جميع المراحل تتناول الأساليب والطرق التدريسية التي تسهم في تنمية مهارات الحفاظ على المياه وتوعيتهن بأهمية استخدام طرق ونماذج التعلم البنائي في التدريس والتي تساعد على تنمية التحصيل المعرفي والمهارات الحياتية المرتبطة بالتربية المائية في جميع المراحل وفي المرحلة الابتدائية خاصة، كما وأوصت الدراسة بالاستعانة بأدوات التقويم التي تم بناؤها واستخدامها في البحث لتقويم مستوى التلميذات في جميع المراحل في المفاهيم المائية والمهارات الحياتية المتضمنة بالوحدة والمرتبطة بالتربية المائية، وكذلك تقييم أداء معلمات الاقتصاد المنزلي ومدى وعيهن حول القضايا المائية، وكذلك تفعيل حصص النشاط وبرامج الإذاعة المدرسية بما يؤدي إلى تنمية الوعي المائي للتلميذات وإعداد المنشورات المختلفة والكتيبات الإرشادية الخاصة بذلك وتدعيمهاالقيم الدينية والوطنية والتي تؤثر على الجانب الوجداني لهن فينعكس ذلك مباشرة على أسلوبها الموجه في التعامل مع المياه، كما وأوصت الدراسة بضرورة بناء ماده تعليمية باسم (التربية المائية) كمقرر يدرس لطلاب وطالبات مدارس التعليم العام في جميع المراحل أسوة بمادة التربية الوطنية التي تدرس ضمن مقررات التعليم العام.

وقد تضمنت الدراسة خمسة فصول تضمن الفصل الأول المدخل العام للبحث والفصل الثاني الإطار النظري والثالث إعداد مواد وأدوات البحث والرابع إجراءات الدراسة التجريبية ونتائجها كما وتضمن الفصل الخامس ملخص البحث ونتائجه والتوصيات والمقترحات.