أشرنا في المقالات الثلاثة السابقة إلى أعداء النقد، ووجود من ينشر فيروسات العداء له، وانقسام الساحة، وحضور ظاهرة المديح والاستعطاف..
واليوم نختم بأن النقد المحلي أخذ مساراً خاصاً اتفق عليه الطرفان (الناقد) و(الراغب في تقييم عمله وتوجيهه) اتفاق يحقق الهدف، تمثل في أن يكون الرأي حول الأعمال في حدود الخصوصية دون إبرازها إعلامياً، حرصاً على تفادي التأويل واعتبار النقد إساءة، وذلك عبر وسائل الاتصال التي سهلت التواصل بين الأطراف، فلا يخلو البريد الإلكتروني لأي ناقد يومياً من الاستفسارات وعرض للأعمال الفنية، وسماع الرأي فيها، حققت هذه السبل الحلول للكثير من المعوقات وأصبحت بديلاً عن النشر أو الاستعراض في الندوات.
هذا التحول في أسلوب التقييم والتوجيه عبر التواصل الشخصي منح النقاد فرصة الكتابة واستعراض تجارب من لديه القدرة على الحوار، واختيار من يرى الناقد في أعمالهم تجربة تمثل حقيقة الفن التشكيلي المحلي المتميزة، وتقديمها للقارئ والمتابع والباحث على مستوى العالم، مع تقديم المواهب الشابة، كما منح الراغبين في الرأي حول أعمالهم فرصة أكبر لقبول التوجيه وتكرار معالجة الأخطاء حتى يستقيم العمل.
مع أن تلك السبل لا تخلو ممن يفتقدون القدرة على سماع الآراء الأخرى كما أشار أحد النقاد أنه يحتفظ برسالة إلكترونية مع انطلاقة الإنترنت لأحد الهواة (في عمر لا يقبل التوجيه) تحمل رابطاً لموقع يعرض فيه نماذج من أعماله، وعندما تجاهل الناقد تلك الرسالة لعدم قناعته بتلك الأعمال لبعدها عن القيم الفنية (التشكيلة)، أخذ مرسلها مواقف معادية تجاه الناقد كشفت خلو ما يدعيه من ثقافة، مع تخليه عن تلك الأعمال نتيجة لعدم رضا كل من شاهدها مع سعيه في البحث عن سبل أخرى لم ينجح في أي منها حتى الآن..
أما الأمر الأكثر إثارة للتعجب ومثاراً للتهكم فهو في من يعتقد أنه المعني بأي كلمة تقال أو رأي يطرح (إحساساً أن كل صيحة عليه).
monif@hotmail.com