كان المشهد غريبا...
فلم يكن من المعتاد أن يوقف شخص شخصا آخر في وسط الميدان.. وفى وضح النهار.. ويوجه سلاحا إلى صدره.. دون أن يلتفت أحد من المارة لما يحدث...
لكن ذلك هو ما كان يحدث بالفعل.. أحس للوهلة الأولى بأنه في وسط حلم ما.. أو ربما مجرد خيال يراوده.. لكن صوت اللص كان صارما.. وواضح النبرات.. هات كل ما معك من نقود.. تردد برهة.. ولكنه أمام البريق المنعكس من السلاح الفضي لم يملك إلا أن يطيع.. دفع له بحافظة النقود.. أشار اللص إلى الساعة في يده.. فأعطاه إياها.. ثم أشار إلى ملابسه.. أظهر الامتناع لبرهة.. لكن يد اللص الضاغطة على الزناد.. دفعته لأن يخلع ملابسة مسرعا ويناولها للص.. الذي همس بكلمات مبهمة.. لم يفهمها في أول الأمر.. لكنه استوعبها عندما أعادها عليه بصوت آمر.. والآن...لتهتف بحياتي عاليا.. قالها وهو يوجه المسدس إلى صدره.. فلم يملك إلا الطاعة.. هتف بحياة اللص.. ودعى له بطوال البقاء كما أمره.. قال له اللص.. وهو يغادره.. والآن.. استمر في ذلك حتى أراك مرة أخرى.. وإلا.... أتصرف اللص.. واستمر هو في الدعاء له.. ولاحظ للمرة الأولى.. أن الجميع.. في الطريق الطويل.. يهتفون بحياة اللص.. ويتمنون له.. طول البقاء.