حينما يتسلم الشباب المتسلح بالعلم والخبرة مراكز مهمة في الوطن، يتفاءل المواطن، ويتأكد نجاح نهج القيادة السعودية وصواب الاستثمار في الإنسان السعودي.
الوزراء الأربعة الذين دخلوا مجلس الوزراء وتسلموا مسؤولية أربع وزارات مهمة، هم نتاج التخطيط السليم والاستثمار الناجح في الإنسان السعودي، فهؤلاء الوزراء تلقوا العلم والدراسة في أرقى الجامعات العالمية بعد أن أسسوا في المدارس والجامعات السعودية، وعادوا إلى الوطن ليسهموا في تحريك عجلة التنمية فأفادوا الوطن واكتسبوا تجربة عملية عززتها المعرفة العلمية حتى وصلوا إلى أعلى مستويات المسؤولية.
أربعة من الشباب التكنوقراط ومعهم مثلهم من أسندت إليهم مسؤولية إدارة مؤسسة النقد العربي السعودي، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ونائب وزير التربية والتعليم ومجلس الشورى، والرابع تفرغ لتفعيل الحوار الوطني وتعيُّنه مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين.
هم نتاج التنمية البشرية للإنسان السعودي وحصد لجهود الرواد من قادة المملكة الذين انتهجوا خيار العلم والتدريب مع التسلح بصفاء العقيدة فجاءت الثمار مطابقة للغرس.
هؤلاء الوزراء الشباب الذين يأمل منهم قائد مسيرة التنمية أن يحققوا طموحات المواطن ويعززوا ثقته، فالمواطن يأمل في وزير الخدمة المدنية أن يعالج كل العقبات التي كانت تعترض طريق استيعاب الخريجين الجدد في دوائر الدولة التي لا يزال بعضها يشغلها المتعاقدون من الإخوة الوافدين وأن يتوصل مع وزارة المالية والجهات الحكومية الأخرى في تسهيل إجراءات توظيف الشباب وفق إستراتيجية وطنية تعمل على الاستفادة من قدرات الشباب وتوظيفهم لخدمة التنمية وليس بناء بطالة مقنعة.
أما وزير التجارة والصناعة فأمامه مهمتان، أولهما وضع شراكة عادلة بين المواطن المستهلك وبين المواطن التاجر، وبما أنهما مواطنان فإن المصلحة العامة تقتضي أن لا يستغل أحدهما الآخر وأن تراعي القدرة الشرائية للمواطن، أما المهمة الثانية فهي وضع إستراتيجية واضحة للتصنيع يراعى فيها إمكانيات المملكة وما يمكن أن تحققه في هذا المجال مستفيدة مما تمتلكه من مواد خام خاصة في مجال الطاقة المشغلة للمصانع.
ويأتي دور وزارة الاقتصاد والتخطيط الذي يكتسب أهمية كبرى في بلد مثل المملكة العربية السعودية، إحدى بلدان مجموعة العشرين، والدولة الناشئة في الاقتصاديات الدولية وهذا ما يحتاج إلى وضع إستراتيجية وخطط مستقبلية تشمل كل نواحي الأنشطة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وهي مهمة لا تعد مستحيلة على وزير شاب له باع في مجالي التخطيط والاقتصاد.
أما وزارة الحج، واجهة المملكة مع المسلمين كافة والتي تضطلع بتسهيل تمتع ضيوف الوطن من الحجاج والمعتمرين مما توفر الدولة من خدمات وإمكانيات لتسهل أداء المسلمين شعائرهم المقدسة، وهذه الوزارة عليها مسؤولية التوفيق بين الإمكانيات المكانية ورغبات المسلمين الجياشة في القدوم إلى الديار المقدسة، وهي مسؤولية كلما أحسن القائمون على أدائها اقتربوا إلى الخالق أكثر وأدوا واجبهم نحو مليكهم وشعبهم وأمتهم الإسلامية.
jaser@al-jazirah.com.sa