تمر الأيام وتتسابق الساعات ونجد أنفسنا نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، وكل يوم يمضي يقرب إلى الأجل وعام كامل 1432هـ استقبلناه وها نحن نودعه، كم نحن بحاجة ماسة إلى محاسبة أنفسنا ونحن نودع عاماً هجرياً ونستقبل عاماً آخر لابد من وقفة صادقة مع أنفسنا نتعرف فيها على أحوالنا، وماذا قدمنا خلال العام الهجري الماضي فإذا كان خيراً حمدنا الله عليه وسألناه المزيد، وإن كان تفريطاً أو تقصيراً أو خطايا وذنوب سعينا بصدق إلى إزالته ما دام في العمر بقية ومتسع، وعفا الله عما سلف.
العام الهجري الماضي ينصرم ويذهب وتذهب معه ذكرياتنا الماضية وآلامنا وآمالنا إلى حيث لا يعود أبداً ويقبل العام الهجري الجديد 1433هـ فاتحاً ذراعيه ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً جديداً من حياتنا عاماً كاملاً انصرفت أيامه وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين أيامه حكماً وعبراً وأحداثاً وعظات، فكم من شقي فيه من أناس وكم تسعد فيه من آخرين وكم طفل قد تيتم أو كم من امرأة قد ترملت، وكم من مريض قد تعافى بقدرة قادر عز وجل، وكم من سليم معافى توارى في التراب بلحظة، وكم من أفراح تنقلب أتراحاً! الأيام تمضي والعام بأكمله ينصرف وربك يخلق ما يشاء ويختار أعواماً تنقضي تزيد العاقل عظة وعبرة وتنبه الجاهل من سبات الغفلة وما أحرى المؤمن العاقل وهو يعي حكم الله أن يقف مع نفسه نهاية كل عام وقفة تأمل وحساب أن الحياة الحقيقية هي أن تجعل الدنيا وسيلة للآخرة ،وأن ما يعمله ويعمره الإنسان في طاعة الله هو الباقي وغير ذلك يكون هباء منثوراً.
وفي الختام، جميع الناس يعلم أن أغلى ما يملكونه هو الوقت والعمر فكل يوم ينقضي هو من أعمارنا ويجب الاستفادة منه فيما يرضي الله عز وجل، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله).