كان موضوع التصنيف الدولي لجامعة الملك سعود والملك عبدالعزيز وما نشر في مجلة العلوم science الأمريكية التي تصدر عن الجمعية الأمريكية للتقدم العلمي حول الطريقة التي تم بها حصول الجامعتين على التصنيف الحالي مثار جدل في الصحف وبين الناس.
وبغض النظر عن صحته أو كذبه فإن هناك مجموعة من الأسئلة التي دارت في ذهني وأنا أتابع المردود حول هذا الموضوع، ومن الأسئلة التي وجدت نفسي أمامها:
* لماذا لم تهتم هذه الجامعات بالباحثين المحليين؟
* لماذا لم تصرف تلك الملايين في دعم بحوث محلية تحتاج إلى إنفاق كبير؟
* لماذا يعامل الباحث المحلي معاملة غير لائقة في حين يعامل الباحث الأجنبي معاملة كبيرة فيها الكثير من التبجيل والدفع السخي، هذه المعاملة التي تدفع به في أي لحظة خلاف ليخرج ويقول: إن هناك من حاول أن يشتريه.
نعرف عشرات الباحثين المحليين الذين يملكون أفكاراً خلاقة مبدعة ويحبطون لعدم الاهتمام بما يقومون به، ان ما خرجت به من القضية المثارة في مجلة العلوم الأمريكية ان التقدم في المرتبة لا يعني بأي شكل كان التقدم في المجال العلمي، ولا يعني ان الجامعات استطاعت أن تبني لها مناهج علمية تتواكب والعصر الذي نعيشه، ولا تعني أيضاً ان المعرفة التي تقدم منها مفيدة ومناسبة للطلاب في مختلف المراحل الجامعية ومختلف التخصصات.
لعلنا نأخذ درساً لما حدث فنركز على الارتقاء بمناهجنا التعليمية في الجامعات لتكون حديثة وعصرية ومفيدة ونافعة، ولعلنا نركز على الاستفادة من البحث العلمي المحلي بشقيه الإنساني والتقني، ونركز على باحثينا بدعمهم مادياً ومعنوياً حتى يتمكنوا من القيام بدراساتهم دون معوقات، ثم علينا أن ندعم الدوريات المحلية ونسهم في إخراجها من محليتها إلى المستوى العربي والعالمي لتصبح مقصداً للباحثين في كل مكان.
كل ما أشرت إليه يرتكز على مبدأ التشدد في منح الدرجات العلمية العليا وأن تكون متفقة ومعايير دقيقة لا يمكن التنازل عنها ثم التشدد في الترقيات العلمية، ومن خلال الترقيات العلمية توضع معايير يستفاد منها في المعايير الدولية التي أسهمت في إنتاج الباحثين المميزين في الغرب والشرق.