أبدأ باعتذار بالغ إن جاء عنواني لهذا المقال صادماً على النحو أعلاه.. لكن هذا ما أتحفنا به أستاذ الإعلام الدكتور عبدالعزيز المقوشي حول قضية المقطع المرئي الذي تداولته مواقع إلكترونية ويظهر عبره طالبات جامعة الأميرة نورة في قاعات الدراسة وما تلاه من رسالة تهديدية للطالبة التي قامت بهذا الفعل الشنيع.. وهذا ما نتفق جميعاً على رفضه جملة وتفصيلاً..
أما ما نختلف فيه مع أستاذ الإعلام بجامعة الإمام والمستشار الإعلامي لجامعة الأميرة نورة الدكتور المقوشي.. فهي لغة التعميم التي أطلقها حول الإعلام الجديد بحسب الزميلة «الاقتصادية» الثلاثاء 18 من الشهر الجاري وهنا نص ما نشرته الصحيفة: «واعتبر أن الموضوع لا يجب أن يعطى أكبر من حجمه أو يتداول فهو يعتبر أن الإعلام الجديد أشبه بالكتابة على جدران الحمامات»..
لغة التعميم غير مقبولة على مختلف المستويات.. تتأكد هذه الرؤية تماماً كلما اقترب مصدر التعميم من الدوائر العلمية.. فكيف سيكون الحال عندما يكون مصدر التعميم أحد الأسماء الأكاديمية الإعلامية..
والسؤال هنا لأستاذنا المقوشي: هل نفهم من رأيك هذا عن الإعلام الجديد أن المتخصصين والعاملين والمتعاملين والفاعلين والمؤثرين في حقل الإعلام الجديد هم في حقيقة الأمر ليسوا إلا مجرد متعاطين مع جدران الحمامات؟!!
هل يرى المستشار الإعلامي أن الجيل الجديد ما هو إلا جيل جدران حمامات؟؟ كيف يفسر لنا الخبير الإعلامي المقوشي قصة الإعلام الجديد ـ إعلام جدران الحمامات كما يرى ـ وهو الذي أسقط أنظمة سياسية بأكملها ونقض مسلمات ثقافية وحضارية لم يكن أحد ليجرؤ على المرور حتى خلف أقنعة الرمز من حولها وحواليها..
أخيراً هل تعلمون طلابكم المتخصصين في النشر الإلكتروني والإعلام الرقمي في أقسام الإعلام يا دكتور عبدالعزيز أنهم سيتخرجون بصفة «متخصص في إعلام جدران الحمامات»؟!
أرجو أن يوضح الدكتور المقوشي رؤيته الدقيقة حول هذا الحكم.. فلربما استطاع أن يقنع أكثر من أحد عشر مليون مستخدم للإنترنت في السعودية أن يخرجوا من الحمامات وأن يخلصوا عيونهم وعقولهم من جدرانها التي لا تستحق أن تعطى كل هذا الاهتمام..
aldihaya2004@hotmail.comالقسم الثقافي