رغم النتائج الإيجابية والنقاط التي لازال يحصدها الفريق الهلالي في دوري زين للمحترفين، ورغم أنه المنافس الأقوى حتى الآن للفريق الشبابي متصدِّر الدوري، ورغم حظوظه القوية أيضاً لانتزاع الصدارة حيث لديه لقاء مؤجل أمام فريق الاتحاد، إلاّ أنّ هذا كله لم يبدِّد مخاوف أنصاره وعشاقه، إذ إنّ الأداء الفني لهذا الفريق الزعيم غير مطمئن حتى الآن، بل ويبعث القلق ويثير المخاوف ليس على مستوى التنافس المحلي، كلا.. فالبطولات المحلية قد يتجاوزها الهلال بمثل مستوى أدائه الحالي، بل ربما لا يجد صعوبة في ذلك، في الوقت الذي لم تَعُد المسابقات المحلية طموح محبي وأنصار هذا الفريق.
إنّ ما يؤرّق الهلاليين ويقلقهم هذه الآونة، كيف سيكون حال فريقهم ابتداءً من شهر فبراير القادم - أي بعد أقل من ثلاثة أشهر - في ظل المستوى غير المطمئن، حيث سيشهد شهر فبراير انطلاقة تصفيات بطولة أبطال آسيا، هذه البطولة الهامة للغاية بالنسبة لهم والتي أخفق فيها فريقهم في النسختين الأخيرتين رغم تميُّزه الفني الموسم الماضي وما قبله، وبشكل يفوق بكثير مستواه الفني الحالي، وقد ازدادت مخاوفهم أكثر فأكثر بعد أن وضعت القرعة فريقهم بمجموعة تضم فريقين قويين عريقين ولازال الثالث مجهولاً، مما يعني أن الفريق الهلالي أمامه مهمة شاقة للغاية إذا ما أراد أن يرضي عشاقه ومحبيه بتحقيق هذه البطولة وهي التي لازالت مستعصية عليه، وقد غاب عن الألقاب الآسيوية فترة طويلة بل إنه لم يحققها بنسختها الحالية كما أنه لم يشارك فعلياً حتى الآن بكأس أندية العالم وهو الحلم الذي طال انتظاره للهلاليين.
إنّ الأمر يتطلّب دراسة فنية عميقة لأوضاع الفريق لتحديد الخلل والعلة الحقيقية وراء تراجع مستواه عما كان عليه في الموسم الماضي وما قبله، برغم أنه لازال يضم أفضل العناصر المحلية وفي كل المراكز وذلك كي يتم العلاج حسب الاحتياج الفعلي، وهنا يحق لنا أن نتساءل، هل المشكلة في الجهاز الفني وعدم قدرته على قيادة الفريق فنياً وعدم توفيقه في توظيف قدرات اللاعبين بالشكل الصحيح وهو الذي أخفق في قراءته الفنية وبشكل واضح في بعض اللقاءات السابقة ؟!! أما أن العلة في اللاعبين الأجانب إذا ما استثنينا عادل هرماش، حيث لازالت مستوياتهم دون التطلعات ولم يسجلوا الحضور الفني الملفت والذي يصنع الفارق ويرتقي بالفريق كثيراً، فحتى الآن لازالت عطاءاتهم أقل من الهالة التي صاحبت التعاقد معهم، وهل هذا السبب في الخلل الذي يعاني منه الفريق، أما أن الخلل في الاثنين معاً (الجهاز الفني والعناصر الأجنبية)..؟!!
إنّ فريق الهلال أمام مفترق طرق هذه الأيام - تحديداً - وذلك لعدة أسباب منها أنّ فترة الانتقالات الشتوية وتسجيل اللاعبين على الأبواب ويعقب ذلك بشهر انطلاق البطولة الآسيوية، لذا فالموقف صعب والفترة حرجة للغاية، فما بين أوضاع الجهاز الفني والعناصر الأجنبية ورحيل أسامة هوساوي وما يتطلّبه الفريق فعلياً من تغييرات، قد يكون لها أثر سلبي للغاية، ما لم تكن الخطوات مدروسة بعمق ورؤية ثاقبة لا تغفل صغيرة أو كبيرة، وكما أسلفت فالهلال عانى سابقاً في بطولة أبطال آسيا وهو بكامل عافيته فما بالكم هذا الموسم!!
وهنا لا يساورني أدنى شك من أنّ صنّاع القرار في نادي الهلال مدركين حساسية الموقف وأهمية المرحلة القادمة لفريقهم، وقبل ذلك كله فهم مدركون أيضاً ما ذكرته آنفاً ولن يغيب عنهم ما تطرّقت إليه من أنّ فريقهم أمام مفترق طرق لا يخلو من المنعطفات الخطرة، فإن هم أحسنوا اختيار الطريق المناسب والصحيح فسيكون النجاح حليفهم وقد عوّدونا دائماً على دقة الاختيار وحسن التصرف حتى في أحلك الظروف.
وبعدين .. يا حسين!!
حتى وإن صدّقنا إدعاءات المدافعين عن حسين عبد الغني من أنه (يُستفز من بعض اللاعبين ولا يستطيع التحكم بأعصابه والتي هي نقطة ضعفه مما يؤدي إلى حالة الانفلات التي يعاني منها)، فإنّ هذا بحد ذاته يُعَد مبرراً كافياً وقوياً أن نقول له إلى هنا ويكفي يا عبد الغني، ويحق لنا مطالبته أن يبتعد كلياً عن الملاعب، فالاستمرار بهذه الوضعية لن تجلب له إلاّ المزيد من المشاكل والاستياء من تواجده واستمراره بالملاعب، وقد بلغ من العمر ما يستوجب منه أن يهجر الملاعب للأبد، بعد أن آلت به تصرفاته إلى أقسام الشرطة، وقد تتطوّر الأمور وتصل إلى المحاكم ومن ثم خلف القضبان، لذا فالرحيل هو الحل الأمثل والأفضل فلا تتردّد يا حسين ويكفي ما جرى !
على عَجَل
- إذا كان الهلال وأمام نجران قد لعب بمحورين ورأس حربة واحد فكيف سيلعب أمام بيروزي والغرافة ؟!.. ننتظر الإجابة من السيد توماس دول!!
- من المستغرب أن تغيب الأندية التي ليس لديها رعاة عن الاجتماع الرباعي الذي ضم رؤساء أندية الهلال والشباب والأهلي والاتحاد!!
- تسرّع حمزة إدريس - محلل قناتنا الرياضية - عندما أقحم نفسه في جدلية هدف الهلال أمام نجران وانحاز لصالح فريق نجران، حينما أعلن اعتراضه على حكم المباراة، وقد كان في غنى عن هذه الرؤية الخاطئة التي سُجلت ضده، بعد أن أجمع كافة الفنيين على صحة الهدف!!!
- عودة ياسر القحطاني لصفوف الزعيم وبروز سعد الحارثي تعني قوة هجومية هلالية ضاربة ومخيفة لجميع الفرق.
- في (مساء الرياضية) أصبح تطبيق القانون وإحقاق الحق مثار سخرية واستهزاء.. ما هكذا تورد الإبل؟!!
msayat@hotmail.com