بين يدي مقالتان الأولى في مجلة الدبلوماسي وكاتبها معالي الأستاذ عبدالرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء، والأخرى للأستاذ سلمان بن محمد العُمري في صحيفة الجزيرة العدد (14309) الصادر يوم الجمعة 7-1-1433هـ الأولى بعنوان: (محاربان قديمان في خندق العرب)، والأخرى بعنوان (الإبداع في التقاعد)، ولعل القارئ الكريم لا يجد رابطاً بين عنواني المقالتين إلا أنني قرأت المقالة ووجدت فيها رابطاً سأتناوله من جانبي وأرى أن بينهما علاقة رحم ونسب ولو في الجد الثالث والرابع وإن شئتم على لغة أهل الرياضيات فبينهما قاسم مشترك، مقالة الأستاذ عبدالرحمن السدحان وفي ثناياها تحدث على أندرو كلجور وريتشارد كريتسي (مواطنان) أمريكيان عرفهما الكاتب منذ أكثر من ربع قرن وقد عملا في الدوائر الدبلوماسية والإعلامية لبلدهما ثم امتطى الاثنان عربة التقاعد ليخرجا من بوابة الدبلوماسية إلى مجال إعلامي وهو تأسيس مجلة دورية تصدر من واشنطن وتطرح وجهة النظر العربية ثم أشار أيضاً وهو الأهم لدي في الرابط في الموضوع أن الرجلين قد دخلا عقدهما الثامن من سنين!!
ومقالة الأستاذ سلمان العُمري كانت ترتكز بشكل أساس على قضية الإبداع بعد التقاعد ولمن هم من كبار السن وأن العطاء ليس له حدود بل والإبداع ربما يزيد ألفا وبهاء بعد سن التقاعد وفي كبار السن والرابط بين المقالتين كما أشرت أولاً وهو مربط الفرس وبيت القصيد في أن الأستاذ عبدالرحمن السدحان تحدث عن موضوع لا علاقة له بالعطاء ولا بالتقاعد ولكنه ضرب مثلاً برجلين إعلاميين وباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية في العقد الثامن من عمرهما وقاما بتأسيس مجلة دورية تصدر في واشنطن وهما في عمر متقدم من الزمن وكأنهما يتمتعان بروح الشباب وقوته.
ويهمني في هذا المقال (العمر الزمني) للباحثين الأمريكيين فقد أنشأ الاثنان المجلة في عمر متأخر ولم يعقدهما (السن) عن الأداء والعمل وتقديم خدمة المجتمع.
والأستاذ سلمان العُمري ضرب لنا مثلا وقال: بأنه للمثال وليس الحصر وذكر سمو الأمير تركي الفيصل ود. علي النملة، ود. عشقي، والأستاذ القشعمي وأنا أضيف أيضاً للمثال وليس الحصر الشيخ محمد العبودي، والأستاذ عبدالرحمن الرويشد، وقبلهما حمد الجاسر أثروا المكتبة العربية بالعديد من كتب الأدب والتاريخ والآثار.
والسؤال الذي يفرض نفسه أين بقية المبدعين ولماذا توقفوا عند سن التقاعد ولقد طرح الأستاذ العمري سؤالاً في محله على جمعيات المتقاعدين ولكنني أقول: نعم، ولكن خفف الوطء عليهم فليس وحدهم من يتحمل المسؤولية فهناك جهات أخرى يجب أن تشارك في المسؤولية ومنها الجمعيات العلمية المتخصصة سواء الجمعيات العلمية الشرعية أو الأدبية أو التاريخية فلدينا في ذلك جمعيات للتاريخ والأدب وللغة وللفقه وللسنة والإعلام وللتخصصات الطبية والهندسية وغيرها وكل هذه الجمعيات يمكن أن تسهم.