هذه تأملات أثارتها فيّ تغريدة من زميل ناجح بكل المعايير، بث باختصار: أكره المنافقين.. والمتسلقين!
كيف ترى موقعك في منظومة المؤسسة التي تعمل بها: هل أنت ناجح يقدرون تميزك؟ محظوظ؛ هناك من تلجأ إليه للنصح المهني؟ محاصَر؛ هناك من يراقب متفحصاً كل ما تفعل؟ تعيس؛ لأنه يتصيد هفواتك؟ مهمَل؛ لا ينتبه لاحتياجاتك أحد؟ وحيد؛ لا تجد تعاوناً من زملائك؟ مظلوم؛ رئيسك لا يريدك أن تنجح؟ قادر، ولكن لا أحد يرى مواهبك؟ ضعيف الاحتمالات؛ لأنك بلا واسطة؟ تكره هذه الوظيفة؛ لأنك لا ترى نفسك ستحقق فيها المستقبل الذي تحلم به؟
الموقع الأول هو طبعاً المرغوب فيه من الجميع، ولكن قلة فقط ترى نفسها مؤطرة به. والموقعان الأخيران هما ما يرى الأغلبية - خاصة الموظفين - أنهم يعانون منهما.
ما تشعر به ليس بالضرورة هو الحقيقة الفعلية بقدر ما هو تصورك للإطار الذي أنت فيه.
كل تعامل فيه طرفان، والعلاقة ليست ثابتة بل قابلة للتغيير متى ما تغير أي من الأطراف المعنية. وربما لو غيرت بعض تعاملاتك مع متطلبات العمل والزملاء والرئيس ستتغير بالتالي وجهة تقديرك للأمور، ومن ثم تستطيع أن تتغير إلى الإطار الذي ترتاح فيه، وترى نفسك ناجحاً يقدرون تميزه.
هنا بعض ما - إذا تفهمته - يساعدك على أن تغير موقعك ورؤيتك:
لا تتملق رئيسك، ولا تلمه وتؤكد أنه يحب النفاق؛ فليس ضرورياً أن تتملق أو تنافق! هناك منافقون بطبعهم، ولكن معظم الآخرين ينفرون من التعاملات الانتهازية.
دع رئيسك يكتشف بنفسه مستوى قدراتك؛ لا تتقصد أن تُشعر مديرك بأنك تفهم أكثر منه؛ لا شيء يثير المشاعر السلبية أكثر من شعور أي فرد بأن الطرف الآخر يراه دونه.
إذا اكتشف فعلاً أنك تفهم أكثر منه فإما أنه سيرقيك؛ لتكون قريباً منه وتنصحه، أو سيحاول إذا كان غير واثق بنفسه التخلص منك بالاستغناء عنك أو بإبعادك وطلب نقلك لدائرة أخرى بعيداً عنه.
انتبه لما يقوله الزملاء عن نوعية تفكير المدير وتقييمهم له. لا تصدق كل ما يُقال، وأعط ثقلاً لكل رأي حسب تقييمك لوعي القائل.
انتبه لحوارك مع زملائك: أغلبنا متمرسون بالشكوى من عملهم، وقلة يريدون معرفة السر السحري: مصباح علاء الدين، أو «افتح يا سمسم»، الذي يوصل للنجاح. والندرة منهم من يعرف فعلاً نصاً سحرياً قابلاً للتطبيق بحذافيره. ابحث عن الزملاء النخبة الواثقين بنجاحهم وارتقائهم إلى المراتب الأعلى من دون حاجة لواسطة.. ستجدهم غالباً يتناقشون في كيفية تحسين أداء المؤسسة.
فكِّر في تحسين أدائك قبل أن تفكِّر في تغيير إجراءات العمل لتناسب تفضيلاتك الشخصية. ابدأ بفهم أهداف المؤسسة التي تعمل فيها، ولا تقف عند إتقان واجباتك في وظيفتك الحالية.
إذا عُهد إليك بواجب تأكد من تفاصيل المطلوب، واستوضح عن الخطوات والزمن المتاح والناتج المتوقع.
هناك دائماً خطوات مترابطة في إنجاز أي عمل؛ تأكد من الترتيب المنطقي الصحيح حتى لو كان الواجب المطلوب كتابة تقرير بسيط: التخطيط، مراجعة الخطة، التنفيذ، تقييم الناتج، التعديل، وتقييم الناتج حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة. في التنفيذ أيضاً، ابدأ بما يجب أن يكون أولى الخطوات، وذلك الذي يحتاج وقتاً أطول: مثلاً لكتابة تقرير ابدأ بتجميع كل المعلومات المطلوبة؛ لتكون في متناول يدك.
كن منظماً في حيزك، وتفكيرك وأدائك، وإدارة الوقت بكفاءة.
أبشر! أنت شخصياً السر السحري وواسطة الوصول إلى النجاح.