«سمو وزير التربية والتعليم» جودة التعليم العام مطلب هام و ملح، خاصة في هذه الأيام التي أصبحت جامعاتنا السعودية تشترط للقبول إضافة إلى النسبة المئوية في الثانوية العامة، درجة القياس، والامتحان التحصيلي، والله أعلم ماذا سيكون عليه الحال غداً، وما الجديد في جعبة المنظرين لمستقبل وردي هو للحلم أقرب منه للحقيقة!، ووزارة التربية والتعليم مشكورة تبنت هذا العام برامج عدة من شأنها رفع الكفاءة التدريسية وتجويد العملية التعليمية في مداسنا الحكومية والأهلية، وتبقى التغذية الراجعة والمراقبة المستمرة والمسألة الدائمة ركيزة أساس وقاعدة هامة في البناء التربوي الناجح خاصة العام منه، والجهة التي تقع عليها مسئولية القيام بهذه المهمة هي إدارات التربية والتعليم ممثلة بالإشراف التربوي، والتقويم الشامل، والمتابعة، وإدارة المشاريع ، وقبل هذا وذاك مدير عام التربية والتعليم ومساعديه والمجلس التعليمي ذي الصلاحيات الهامة والواسعة ، وجزماً من الصعب بل من المستحيل على هذه الإدارات أن تقوم بدورها في بيئة تعليمية شاسعة وذات تضاريس مادية ومعنوية متنوعة، وخير مثال يحكي الصورة الحقيقة لهذا الوضع النشاز في بناء تعليمنا الوطني «منطقة حائل التعليمية»، إذ لا يمكن بحال مهما كانت كفاءة الجهاز وقوته وتكامله وسرعة إنجازه أن يتحقق الإشراف الكامل والمتابعة الصحيحة لسير العملية التعليمية وهي تدار من على بعد أكثر من 250 كم مثلاً، ومن غير المعقول أيضا أن يتكبد مدير المدرسة هذه المسافة ليراجع مستودع المستلزمات التعليمية أو التجهيزات أو إدارة الشئون المالية أو الحاسب الآلي أو التقنيات أو.. كي يتسلم مثلاً بعض الحاجيات التعليمية التي تفتقدها مدرسته ولا وجود لها في مكتب الإشراف القريب منه، أو يعقب على مسير، أو يتابع خطاباً هاماً في نظره، أو يسلم طلباً عاجلاً أو..، وقس على هذا الكثير من الأمور التي تتطلب في ظل عدم وجود إدارة للتربية والتعليم التواصل المباشر مع الإدارة العامة للتربية والتعليم..

نعم هناك معاناة حقيقية في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة حائل وهي ليست وليدة اليوم بل إنها ملازمة لمسيرة التعليم في هذا الجزء من وطننا الغالي، واسألوا إن شئتم أرشيف الوزارة والاتصالات الإدارية فيها، وكذا ملف الخطابات السرية في مكتب أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم السابقين.

عموماً سمو الوزير أنتم أعرف من غيركم فيما يحقق الجودة ويضمن التطوير الإيجابي في الميدان التربوي وما ورد أعلاه هو مجرد تذكير جاء من رحم الميدان قبل أن يأتي النذير - لا سمح الله - جراء حادث مروري على إحدى الخطوط المؤدية لهذه الجهات البعيدة وذات الطرق الوعرة، حينها يفتح الإعلام جزماً ملفاً آخر كما فتح ملف فروع الجامعة بعد حادث بناتنا المشهود - رحمهن الله رحمة واسعة وأسكنهن فسيح جناته - مفردات هذا الملف الموعود (سيارات الحركة في الإدارة العامة للتربية والتعليم جدة وجودة و نوعية، ووسائل السلامة والاتصال التي تم تأمينها لقائدي المركبات الوزارية ذات المواصفات الملائمة لطبيعة المنطقة، شخصية السائقين وقدراتهم ومهاراتهم وأعمارهم، حقوق المشرف التربوي أثناء الانتقال في وسط البراري والفيافي والقفار ولمسافات تقارب الـ300 كم ذهاباً والعودة كذلك وجزء من الطريق صحراوي مرهق ووعر، وقد يكون الراكب منسوبة التعليم من إدارة المتابعة أو الاشراف التربوي أو.. وما أدراك أخي القارئ الكريم أن هذه المعاناة قد يتكبدها مدير عام التربية والتعليم أحياناً من أجل الوقوف شخصياً على وضع معين كان يمكن لمدير إدارة التربية والتعليم - لو كان لهذا الكيان الإداري الهام وجود في خارطة تعليمنا العام - أن يقوم بهذه المهمة على أتم وجه وفي أحسن صورة وعلى الفور، وأخيراً سيكون السؤال الكبير على كل لسان..

أين هي الإدارات الفرعية التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم أسوة ببقية المناطق التي تضمن انسيابية العملية التعليمية وجودتها في الميدان التربوي وعدم الارتباط الكامل بالادارة العامة في حائل المدينة )، عوداً على بدء..

الجودة كما يعلم سموكم الكريم والفريق الوزاري الذي حٌمل وبكل شرف هم القيام برسالة التربية والتعليم في بلادي..

الجودة في التعليم العام ليست فقط شعار يرفع ولا يوم يٌحتفى به ويبجل بل هي إعادة بناء لخريطة العطاء من أجل إنسان الوطن أياً كان موقعه ومهما كان سنه وجنسه ولونه وظرفه الاجتماعي ووضعه الاقتصادي، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.