في كل مناسبة يثبت الأشقاء في قطر أن بينهم وبين النجاح علاقة وطيدة, تنمو عطاء وتزداد إبهاراً, وفي الرياضة والإعلام تتضح الصورة بشكل أكثر وأكبر؛ فما شاهدناه في افتتاح الدورة العربية الثانية عشرة أمر لم نعد نستغربه, بل هو إبداع مسلَّم به مسبقاً كما أشار إليه سمو الأمير نواف بن فيصل في حواره مع قناة الكأس قبيل افتتاح الدورة, وهو كذلك امتداد لنجاحات عديدة جعلت من الدوحة العاصمة الرياضية المفضلة للعرب وآسيا والعالم.
سر التفوق القطري في المجالين الإعلامي والرياضي يكمن في حرص المعنيين في هذين القطاعين الحيويين على إدارتهما باحترافية وانضباطية، وباختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس بالمجاملات والمحسوبيات، التي دائماً ما تساهم في تعطيل وأحياناً تدمير أي جهاز أو مؤسسة حكومية أو أهلية. لاحظوا البراعة والإتقان في النقل المباشر لحفل الافتتاح كما في سائر المباريات المحلية القطرية, تماماً مثلما الدقة والالتزام وعدم الفوضوية في المواقع والتحركات وطريقة التصوير داخل المنصة الرئيسية ومكان إلقاء الكلمات، وفي غيرها من الاحتفالات، أو حتى أثناء مراسم تسليم الكؤوس والميداليات.
شكراً قطر, وكل الأمنيات لمنتخباتنا السعودية بتحقيق نتائج إيجابية مبهجة في الدورة العربية، تعيد لرياضتنا شيئاً من سمعتها ومكانتها ومما خسرناه وتألمنا من أجله في الألعاب الخليجية الأخيرة في البحرين.
كل الوعود (فيلم هندي)
شدني كما شد الكثيرين الموقع الإلكتروني الذي تم تدشينه مؤخراً، وأُطلق عليه اسم (بورصة الوعود السعودية)، ويتولى رصد وعود المسؤولين وتصريحاتهم في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالمشاريع ومدى الالتزام بتنفيذها حسب المواعيد المحددة لها. هذا الموقع - وهو يأتي وسط الطفرة الهائلة والمتسارعة في مجال الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي - ما كان ليحظى بالإعجاب والمتابعة والاهتمام إلا لأنه لامس الحقيقة، وجسَّد المعاناة من تعثر وتأخر مشاريع تنموية عملاقة، لم تقصر الدولة - رعاها الله - في إقرارها واعتماد مليارات الريالات لإنجازها بما يخدم حاجة وتطلعات المواطن ويحقق للوطن بناءه وازدهاره وتنميته..
يحدث هذا للمشاريع، أما بالنسبة للتصريحات على طريقة سنفعل وسنحقق وسنكتسح فـ(عد وغلط), تصدر من مسؤولين بارعين في تخدير الناس وصياغة الوعود الرنانة, وهذه تكثر وتنتشر في الوسط الرياضي؛ حيث يبدأ رئيس النادي مهام عمله ليس برسم خطط ومنهجية ونوعية وكيفية ومستوى إدارته، وإنما بالبحث عن المفردات المثيرة والعبارات القوية؛ ليملأ بها الدنيا ضجيجاً وتأكيداً للجماهير الصابرة الحالمة أن أزمنة التدهور والضياع وسنوات الحرمان قد ولت وانتهت, وعليها (أي الجماهير) أن تستعد لاستقبال واحتضان ما لذ وطاب من البطولات المحلية والإنجازات القارية والدولية. وفي النهاية تظهر الأمور على حقيقتها، وتكتشف الجماهير أن الحكاية كلها عبارة عن (فيلم هندي)..!
) قلناها في بطولات سابقة، ونكررها اليوم من جديد: نتمنى أن يستفيد الوفد السعودي بكل أفراده وأجهزته الإدارية والفنية والإعلامية من جودة تنظيم وحسن استضافة قطر.
) العقلية الاحترافية في بلد متطور كروياً كالبرتغال هي التي استطاعت التقاط النجم الشاب في فريق الاتفاق ومنتخب الشباب عبدالله الحافظ واستقطابه في الدوري البرتغالي في وقت تتصارع فيه أنديتنا على أنصاف لاعبين وعلى قضايا هي للاستهلاك الإعلامي أقرب من أي شيء آخر.
) سعد الحارثي نجم خلوق جدير بالاحترام، وأجزم بأن الكثيرين، بمن فيهم النصراويون، يتمنون له النجاح في الهلال والعودة إلى سابق تألقه وشعبيته كما كان في النصر والمنتخب قبل أربع سنوات.
) من غير المعقول أن يكون حسين عبد الغني القاسم المشترك في كل المشاكل وهو وحده (الصح) والبقية في الأهلي والاتحاد والهلال والشباب والفيصلي وحتى في ناديه النصر على خطأ.
) تراجع الهلال هذا الموسم سببه مزاج اللاعبين وهبوط مستوى خط الدفاع وليس المدرب، الذي أرى أن الإدارة سترتكب خطأ فادحاً إذا ما فكرت في الاستغناء عنه.
abajlan@hotmail.com