حين لا تريد أن ترى إلا بعين واحدة وأن لاتسمع إلا بأذن واحدة. هل تستطيع قراءة المشهد؟ وهل بمقدورك تمييز الأصوات؟ أعتقد أن الحواس منقوصه!!
حين يعلو صوتك فلن تسمع الآخر.. وحين تغمض عينك لن ترى الصورة كاملة.
أن تمارس حياتك الاعتياديه دون أن تخشى شيئا فلن يضيرك امر.. أي أمر.
وحين تحسن الظن بالآخر سيحسن ظنه بك أيضا.. أيا كان هذا الآخر
حين تفتقد القدرة على الإصغاء وحسن الإنصات والتعجل في إطلاق الاحكام وهذه صفات تلازمك.. ستبقى أخطاؤك رفيقة دربك.. مثل ظلك.. أنت لاتراها أخطاء ولن تقتنع من الآخرين حين يبلغونك بها.
لا تكابر.. لا تحِط نفسك بسياج الحصانة والوهم. فكلنا نقع بالخطأ لكننا نستمع لناصح ونصغي لموجه ونتعلم من أنفسنا.
لاتغيّب صوت العقل والتعقل ولا تقتل فيك نزعة التسامح واللين
حين تحاصر نفسك بالجدران الأربعة سيكون الحصار قاسيا.. موجعا.. ستفقد الإحساس وتفقد الضوء والهواء.. وستميت كل نبض عرف الدنيا واستنشق هواءها.
نعم تألف المكان وستشعر بالفقد إن تركته.. ترى الدنيا غريبة كل الغرابة عنك.. وسترى وجوها لم تألفها.. تقول إن الانطواء أرحم من مخالطة أناس وأناس.. والتخاطب مع هذا وذاك.. قد تكون محقا في جزئيات لكنك مخطئ بحق نفسك إن اعتزلت وقطعت سبل التواصل والاتصال.
نصدم كثيرا ونفاجأ اكثر.. هي الحياة... مليئة بالمتناقضات لكننا اعتدنا أن نجاري الواقع بطريقة أو بأخرى.. أن تواجه الحياة بكل أشكالها.. بكل مذاقاتها.. بكل ألوانها..
إن استسلمت لها.. لن تغادر زاوية اخترتها. لن تبرح مكانك ولن تنفك من ربقها.
تعيش نعم.. لكنها معيشة فيها من الهوان والبؤس ما يرفضه العقل ولن تقبله نفس.
يجب أن تكون مستعدا كي تواجه وتنافح عن مثل ومبادئ وأخلاقيات تتمسك بها إما سياسة الهروب والانزواء فلن تحل مشاكلك ولن تصل إلى موانئ تصبو للوصول إليها.
حياتنا صفحات مليئة بتناقضات.. بأشياء مقبولة وأخرى مرفوضة.. لا توصد الابواب.. افتح سجلاتك واقرأ من صفحات أيامك وستجد أن هناك ما فعلته فيما مضى ترفض فعله اليوم، وأمور أخرى تراها اليوم عكس قناعاتك
ليست هناك خيارات ولا ثوابت ولا تمنيات تتحقق.. الحياة أمواج فكن سباح يجيد التعامل مع مد البحر وجزره وإلا بقيت وسط البحر تتقاذفك الأمواج وربما تكون طعاما لسمك القرش.