الفلسطينيون شعب تم اختراعه..!!

افتتح المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية نيوت غينفريتش حملة المزايدات التي يلجأ إليها المرشحون لكسب الأصوات اليهودية ودعمهم من قبل قوى الضغط الإسرائلي المتنفذة في وسائل الإعلام والمصارف والبنوك الأمريكية.

عادة لا يعول أحد على معلومات الأمريكيين، فالمعروف أن الأمريكي يبدع في تخصصه أما خارج ذلك التخصص فهو آخر من يعلم، ونيوت هذا الذي يطمع بأن يرشحه الحزب الجمهوري ليخوض انتخابات الرئاسة ضد الرئيس الديمقراطي الحالي أوباما لا يختلف عن غيره من الأمريكيين وهو أن يخاطب أمريكيين مثله ويخص بالحديث نوعية من الناخبين الأمريكيين الصهاينة، لهذا لن يجد من يراجعه في معلوماته التاريخية، يقول نيوت: «إن الفلسطينين شعب مخترَع، وأنه لم تكن هناك دولة فلسطين بل كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية...!!»

قول لا يمكن أن يتورط به أي طفل يدرس التاريخ وليس مرشح قد يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فهذا المرشح الذي يتغابى أو لا يعرف أصلاً أن الشعوب والدول التي تضم قسراً للإمبراطوريات تحتفظ بخصائصها ومقوماتها وأراضيها وحدودها مستندة على تاريخ طويل وعريق لا يلغيه انضمامها أو تمدد إمبراطورية أو دولة كبرى، فما أن تحل وتحين فرص الانعتاق بالاستقلال أو تقرير المصير أو التحرير، حتى تعود الدولة من جديد ويفرض الشعب وجوده خاصة الشعوب التي لها جذور وأصالة لا يمكن أن يلغيها شخص أثبتت تصريحاته بأنه جاهل، وإذ ما أخذ قوله كقياس على أحقية الدول والشعوب، فإن شعب الولايات المتحدة الأمريكية، شعب مخترَع لأنهم أصلاً رعايا أوروبيين ومهاجرين قدموا إلى أرض كانت تابعة للإمبراطورية البريطانية وحسب قياس نيوت غينفريتش هذا فإن كل الشعوب والدول التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية مخترَعة، فالعراقيون شعب مخترَع والتونسيون شعب مخترَع والأردنيون واللبنانيون والجزائريون شعوب مخترَعة بل أكثر من ذلك ألبانيا ودول البلقان والنمسا، وكل الدول التي كانت تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية دول وشعوب مخترعة.

كلام خارج المنطق وليس له علاقة بالتاريخ ويظهر من يصدر عنه بأنه جاهل أو أنه يتغابى ويخفي الحقائق من أجل توظيف كل هذا الجهل، والإخفاء لخدمة أهداف عنصرية تحمل الضرر للبلد الذي يرغب في الترشح لرئاسته.