|
دمشق - القاهرة - الكويت - باريس - وكالات
بدأ في عدد من المدن السورية أمس الأحد إضراب عام احتجاجا على العنف الذي تتعامل به قوات النظام مع المحتجين. وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الشوارع في حماة وحلب وحمص وريف دمشق وإدلب وقد بدت شبه خالية من المارة وأبواب المحال مغلقة. وكتبت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) 11 ديسمبر أول أيام إضراب الكرامة .. أرجوك لا تعمل فنحن نقتل .. الإضراب يشبه المظاهرات .. يشارك فيه عشرة أشخاص في البداية ثم يصير مائة فألفا فمئات الألوف».
وكان ناشطون استخدموا مكبرات الصوت الليلة قبل الماضية لحث الناس على المشاركة في الإضراب في عدة مناطق. وأوضح ناشطون أن قوات الأمن والشبيحة مدعومين بعناصر من الجيش يقومون بحملة مداهمات واعتقالات، كما يقومون بتكسير عدد من المحال المغلقة، لإجبار أصحابها على فتحها.
من جهة أخرى, قالت مصادر قريبة جدا من الرئيس السوري بشار الأسد «ألسنة الفتنة لن تحرق سورية فحسب بل المنطقة برمتها، وعندها سيكون من الصعب إطفاء الحريق»، غير مستبعدة «محاولة اغتيال بشار». وقالت المصادر لصحيفة الرأي الكويتية في عددها الصادر أمس الأحد، إن بشار سيلقي خطابا، وصفته بـ «المهم» قبل عيد الميلاد، يتناول فيه الدور السلبي لدول الجامعة العربية ولبعض الأطراف اللبنانية حيال الأحداث الجارية في سورية. ونقلت هذه المصادر عن الأسد قوله إن «مجازر حقيقية حصلت أخيرا ولا سيما في حمص»، متحدثا عن «وجود عدد لا يستهان به من المسلحين في أنفاق في حمص ارتكبوا هذه المجازر». ولم تستبعد المصادر القريبة جدا من الأسد لجوء المستفيدين من سقوط النظام السوري إلى اغتيال الرئيس بشار لقلب الأدوار وضعضعة الوضع الداخلي، لكنها تستطرد، قائلة :»بغض النظر عن واقعية هذه الفرضية واحتمالها والإجراءات الاستثنائية التي اتخذت لحماية الأسد، فإن فشل مثل هذه العملية أو نجاحها لن يغير من خط سورية ولن يأتي بالمعارضة إلى الحكم». وختمت المصادر بقول الرئيس الأسد انه لم يستعمل حتى الآن ما لديه من أوراق «كالجولان ولبنان والأكراد والعراق والعلويين الأتراك وكل قوى الممانعة من المحيط إلى الخليج».
إلى ذلك قتل ستة أشخاص على الأقل أمس الأحد في سورية بنيران قوات الأمن الحكومية في ثلاث محافظات. وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية ان شخصين قتلا بالرصاص في كل من محافظات أدلب وحمص وحماة. وفي جنوب سورية, اشتبك مئات من المنشقين عن الجيش مع قوات حكومية مدعومة بدبابات أمس الأحد في إحدى كبرى المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد, حسبما ذكر سكان ونشطاء. واقتحمت قوات متمركزة في بلدة ازرع على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف السكان والنشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمالي البلدة يختبئ فيها منشقون يهاجمون خطوط إمداد الجيش. وذكر أحد النشطاء قال إن اسمه أبو عمر من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أمانا لاختباء المنشقين بها لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة بها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق.»
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أمس ان سورية تقف «بلا شك» وراء التفجير الذي استهدف الجمعة جنودا فرنسيين يشاركون في القوة التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، إلا أنه أوضح ان لا دليل لديه على هذا الأمر. وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة «تي في -5 موند» وإذاعة فرنسا الدولية وصحيفة لوموند، حول ما إذا كان هذا الاعتداء «رسالة» من سورية، أجاب جوبيه «بلا شك».