قرأت ما كتب في هذه الصحيفة عن هموم وشجون أولياء الأمور وقد جمعتني الصدفة بأحد الزملاء في مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية وذلك في إحدى المناسبات وقد سعدت كثيراً برؤيته بعد غيبة طويلة وهو كذلك وتبادلنا أطراف الحديث وكان من بينها الهموم والشجون وما يتعلق بالأمور الأسرية والالتزامات العائلية واتضح لي بأنه لم يستطع الالتحاق بالجامعة لظروفه العائلية آنذاك مما اضطره للبحث عن وظيفة وبالفعل حصل على وظيفة بمرتبة محدودة وراتب متواضع وتزوج ورزقه الله بالأبناء والبنات، ولكن ما يقلقه هو أن مرتبه لا يكفي زوجته وأبناءه وبناته وبيته وأوضح أن السبب في ذلك هو تقليد زوجته وبناته ومحاكاتهن للأخريات من بنات المجتمع في ارتداء أغلى الملابس وفق أحدث الموديلات وكذلك ليس المجوهرات والإكسسوارات وغير ذلك مما يرينه على الأخريات غير مكترثات بمحدودية مرتبه هو وقد تأثرت كثيراً لحديثه وأشرت عليه بنصحهن وتوضيح الأمر لهن وأنهن قد جعلنه يضطر إلى الاستدانة من الآخرين من أجل أشياء أعتقد في نظري أنها كمالية وليست أساسية فالجمال في البساطة ولأني أعتقد بأن في مجتمعنا الكثير ممن هم في معاناة هذا الزميل فإن على كل زوجة وفتاة أن تراعي ظروف زوجها أو والدها المادية ولا تنساق وراء الموضة والموديلات وترهق الزوج أو الوالد بالديون فالناس يقدرون من تلبس على قدر استطاعتها وينتقدون ومتهكمون على من ترتدي ما فوق قدرة زوجها!!
عبدالعزيز بن صالح الدباسي - بريدة