في لحظات الفرح والاحتفال بالنجاح يزول كل إحساس بالتعب والجهد الذي لولاهما بتوفيق الله ما تحقق النجاح وما كانت الفرحة.
وربما كانت حالة الانتشاء بإصدار موسوعة المملكة العربية السعودية واحدة من هذه اللحظات التي تطغى فيها مشاعر الفرحة على كل شعور آخر وقد تستغرقنا هذه اللحظة فلا نتوقف عن أسباب فرحتنا بتحقيق هذا الإنجاز، إلا أن هناك أسبابًا تضاعف من إحساسنا بالفرحة بصدور هذه الموسوعة، إذا أدركنا أهمية هذا العمل الثقافي والعلمي الكبير. ولعل أول دواعي الفرح وأسبابه أن هذه الموسوعة تصدر في وقت تنعم فيه المملكة بحالة من الازدهار والتطور في كافة مناحي الحياة في ظل تلاحم فريد من بين كافة فئات الشعب السعودي حول قيادته الرشيدة. ومن دواعي الفرح أيضاً أن «موسوعة المملكة» هي ثمرة طيبة لعطاء قائد مسيرة النهضة في بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - والذي تعهد مكتبة الملك عبد العزيز العامة برعايته ودعمه حتى استطاعت إنجاز هذا المشروع الكبير. ويصل إحساسنا بالفرحة إلى القمة عندما نعي قيمة هذه الموسوعة عندما توجد على أرفف المكتبات في المدارس والجامعات لتقرأ الأجيال الجديدة فيها - مكتسبات بلادنا التي تحققت بجهد وتضحيات الآباء والأجداد، وتستشعر مسؤوليتها لمواصلة المسيرة باتجاه المستقبل.
وتغمرنا الفرحة بصدور الموسوعة عندما ندرك أن هذا العمل يقدم صورة موضوعية مشرفة لبلادنا وأهلها لأبناء الثقافات والحضارات الأخرى وكما تمثل هذه الموسوعة نموذجاً للعمل المؤسسي القائم على التخطيط العلمي والإفادة من تجارب وخبرات الآخرين والعمل بروح الفريق في تناغم ودأب.
وتتجسد الفرحة عندما نشاهد في صفحات هذه الموسوعة قصة وطن عظيم بتاريخه،فخور بأصالته،منفتح على العالم،متمسك بثوابته،سباق لخير الإنسانية،واعٍ بمعطيات العصر وتحدياته. ونلمس كذلك قدرة الإنسان السعودي على إنجاز أضخم الأعمال والمشاريع، وخلاصة القول إن فرحتنا بموسوعة المملكة - هي اعتزاز بوطن عزيز وتقدير لقيادته الحكيمة، وفخر بقدرة أبنائه على العطاء.
نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة