الحقيقة مرة عندما يتم إعلانها وهي مؤلمة لنا، لكننا نحتاج إلى إعلانها لنحذر ونحذَر، كي نخلق حالة من الوعي لدى الناس، ونقول «يكفى» فالأمر بلغ حدا لا يمكن احتماله، هل تعلمون أن بلدنا السعودية يحتل المرتبة الرابعة عالميا في حجم ماينفق على شراء السجائر؟!! فما ينفق يزيد على 12 بليون ريال كل عام على الدخان، كما أن لدينا 6 ملايين مدخن، وهناك توقعات أن تصل النسبة عام 2020 م إلى 10 ملايين مدخن!!. أنا لن أتحدث عن الأمراض التي يخلفها تدخين السجائر، لأنها معروفة ويعرفها المدخنون قبل غيرهم، ولكني سأتوقف عند الجهود التي تبذل من جهات عديدة ومنها جمعية مكافحة التدخين السعودية، فهي جهود تذكر فتشكر، لكن الأمر تحول من مشكلة إلى فاجعة بسبب تزايد أعداد المدخنين خاصة بين أوساط الشباب من الجنسين، وبسبب الهدر المالي على التدخين فنحن أمام فاجعتين «فناء أجساد وهدر مالي»، ومما يزيد الموقف ألما، أن هناك نسبة كبيرة من الإناث، وقعن ضحايا لعادة التدخين والذي كان التدخين في بدايته تقليداً ثم تحول إلى ولع، ووصل إلى حد الإدمان، وسبق لي الإطلاع على إحصائية كانت تشير إلى أن نسبة المدخنات السعوديات، وصلت إلى نسبة 15 % يتركز أكثرهن في المدن الكبيرة، وقد ساعد على انتشار التدخين، وجود محلات ومقاه توفر الشيشة وهي لاتقل خطرا عن التدخين، إن لم تكن تفوقه في حجم الأضرار الملحقة بصحة الشخص، والمؤلم أن من بين النساء المدخنات شريحة كبيرة من طالبات الجامعة والثانوية، وطبيبات، وسيدات أعمال!!. أنا لا أريد أن أجلد الذات حينما أقول: إنه من المؤلم لنا جميعا أن نحتل المراتب الأخيرة في سلم التعليم عالميا، كما جاء في مقياس مكاينزي، بينما نحن نحتل المرتبة (الرابعة) في سلم الدول التي تنفق على التدخين!!، حقيقة أتمنى انتهاج أسلوب جديد في مكافحة التدخين، وذلك بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء إلى التدخين، وأن ننتقل إلى استخدام الصورة بدلا من الكلمة في توضيح مخاطر التدخين، وتحديد الأمراض الناتجة عنه فالصورة كوسيلة تحذير لعلها أبلغ من الكلمة في وصول الرسالة للمستهدف منها.