ستظل بلادنا - بعون الله وتوفيقه - نموذجاً في الاستقرار ورمزاً في ميادين البناء، والتنمية والعطاء، فقد قام بنيانها على أسس راسخة قوية من شرع الإسلام الحنيف الذي ارتضاه الله لنا ديناً، وأتم به نعمته على هذه الأمة.
ففي دين الله وشرعه القويم رخاء الإنسانية، وصالح البشرية، واستقرار البلدان، ونمو المجتمعات، وهذا هو مصدر وسبب ما تعايشه المملكة منذ تأسيسها على يد صقر الجزيرة، الملك عبدالعزيز يرحمه الله، فقد بسط سلطان الشرع الحنيف على كافة نواحي الحياة في هذا الوطن، فاستقرت شؤون الوطن، وساد الأمن جوانبه، وسرت دماء التنمية الموفقة في عروقه، بفضل ما منَّ الله به على أبناء هذه الأرض المعطاءة، التي فتحت كنوزها بسخاء، فامتدت في ميادينها مسيرة الرخاء والبناء تحيطها قلوب وعقول قادة هذا الوطن، وسواعد وجهود أبنائه، واستمرت مواكب العطاء تتوالى في ظل استقرار هو مضرب المثل، وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية هو مصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن، ذلك التلاحم الذي يبدو مشرقاً زاهراً في جميع الظروف ومختلف الأحوال فقد تمكنت قيادة المملكة - بفضل الله - أن تؤسس لدولة متينة، تقوم على خدمة المواطن في إطار من الاستقرار الذي يسود جنبات الوطن، في وقت تراهن فيه أبواق الحاسدين لهذا الوطن وما حققه من مكتسبات، على استمرارية هذا الاستقرار النموذجي، غير أن حكمة القيادة وصلابتها وحرصها على صالح الوطن والمواطن تضرب النموذج الصادق في دقة القرارات وحكمة الاختيارات، وقد تحقق ذلك جلياً واضحاً في ذلك الاختيار الحكيم، والمتمثل في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.
فقد جاء اختيار سموه ترجمة صادقة لحرص خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على استمرار مسيرة التنمية والعطاء، وسيادة مظلة الاستقرار والرخاء في ربوع هذا الوطن فالكل يعرف من هو نايف بن عبدالعزيز، ولذلك كانت غبطتهم وسعادتهم بتعيينه ولياً للعهد، انطلاقا من حبهم لوطنهم وإخلاصهم لولاة أمرهم، وتطلعهم إلى استمرار مسيرة الأمن ومواكب العطاء، تلك المواكب التي شهدت لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بأياديه البيضاء، وفكره السديد، وجهوده المتميزة، فسجل الملحمة الأمنية التي قادها - بإشراف من خادم الحرمين الشريفين - أن الأمن في فكر نايف بن عبدالعزيز كان ولا يزال مرادفاً للتنمية وحارسا لها، ومهيئاً لمشروعاتها الطموحة، التي آتت أكلها يانعة في جميع أنحاء المملكة ومختلف ميادين الحياة فيها، حتى إذا ما بدأت رؤوس الفتنة ودعاوي الضلال تعمل في الظلام لتنال من أمن الوطن واستقراره، كان لها نايف بن عبدالعزيز ورجال الأمن الأوفياء، يجعلون لكل حادثة حديثاً، الحجة بالحجة والفكر بالفكر، والعنف بما يستحقه من مقاومة وقوة وحسم فضرب الإرهاب في مقتل، وتصدَّى لمحاولات زرع الفتنة بفكر سديد وبيد قوية، وجهود متواصلة، وأدت بذورها، وأصابتها في مقتل، واستمرت مظلة الأمن تحيط بمسيرة التنمية ومواكب العطاء.
وها هو الأمن السعودي يعطي دروساً صاغها نايف بن عبدالعزيز في تنظيم موسم الحج كل عام - ويتوجها في موسم عام 1432هـ الذي تم بنجاح مشهود -ولله الحمد- في وقت اشتدت فيه أزمات الأمن في كثير من البلدان، التي يفدُ منها الحجاج والمعتمرون وخشي المتابعون من انعكاسات ذلك على هذا الموسم غير أن توفيق الله، ثم حسن التخطيط والتوجيه والإعداد والمتابعة من قبل رئيس اللجنة العليا للحج نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج وكذلك الجهود المبذولة من قبل وزارات الدولة ومؤسساتها وأبنائها قد جعلت حج هذا العام نموذجاً مشرقاً في سماء النجاحات المتوالية، والمعروفة لولي العهد الأمين.
وتستمر نماذج النجاحات - التي هي مصدر سعادة المواطنين لاختيار وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد - فقد جعل الأمن الفكري في مقدمة اهتماماته، لثقته ويقينه - يحفظه الله - أن الفكر السديد المستقيم يقود صاحبه إلى السلوك السوي القويم، وأن العقل إذا تخلَّص من شوائب الفكر المنحرف، تمكن من بناء نفسه والمشاركة في خدمة المجتمع والوطن، وتطلع صاحب الفكر السليم إلى المستقبل بنفس مشرقة، وروح وثَّابة تتوق إلى العطاء الإنساني في مختلف الحقول، ومن هذا المنطلق فقد سجلت صفحات إنجاز سمو ولي العهد، إنجازات مشرِّفة ومضيئة حين رئاسته للمجلس الأعلى للإعلام في المملكة، فقد سادت الإعلام السعودي روح الحكمة والموعظة الحسنة، والحرص على الكلمة الرزينة والمعلومة الحقة، والحيادية في العرض، والصدق مع النفس ومع الغير، والموضوعية في الطرح والتحليل، والحرص على أن يسهم الإعلام في بناء المواطن فكراً وسلوكاً، مع ربطه بقضايا وطنه، وواقع أمته ومشكلاتها.
ولسنا في حاجة للوقوف طويلاً في ميدان الإعلام، وما قدمه ولي العهد فيه من إنجازات، فالسجل الحافل لمقامه يحفظه الله يشهد به كل من عمل في الإعلام السعودي، أو انتسب إليه فترة من الزمن - وأحمد الله أنني - بحكم حملي تشرفت بأن أكون واحداً منهم.
ويطول الحديث عن حكمة الاختيار لولي العهد الأمين في ظل تاريخه الحافل بالعطاء داخل الوطن وخارجه، الممتد بالجهود المخلصة، في خدمة الإسلام والمحافظة على السنة النبوية المطهرة والعناية بشؤون المسلمين وقضاياهم، ونجدتهم وإغاثتهم وما ذلك بمستغرب على من نشأ وتربَّى، في مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين على هذا الاختيار الموفق الحكيم لتستمر مواكب الخير ومسيرة البناء والعطاء، ووفق الله وطننا للمزيد من الاستقرار والنماء في ظل قيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين، إنه سميع مجيب.
وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام - سابقاً