مرة أخرى، ومنذ أمطار جدة العام الماضي يحاول الدفاع المدني، في ردوده على كارثة براعم الوطن أن يعطي لنفسه، صورة السوبرمان! ومنذ البدء، ونحن نحاول أن نقول لأحبائنا في هذا الجهاز الغالي على قلوبنا أن انتقادنا لهم ليس لأننا نرغب في التقليل من شأنهم، أو القول إنهم فاشلون في أداء أعمالهم، ولكن لأننا نحاول أن نجد مساحة تخدمهم، وليس هناك أفضل من آراء الناس، لتكون حجة بيننا وبينهم.
إن الأسلوب الاستعلائي الذي تحاول بعض الأجهزة أن تفرضه على الصحافة لن يجدي نفعاً، لا معنا ككتاب، ولا مع القراء المواطنين. نحن «عيال قريَّة، وكلن يعرف إخيَة»! المفروض أن نتباسط، ونتحدث عن الأزمة بلا مثاليات، بدل أن نخرج من المولد، بردود تدافع عن الذات، وترمي الكرة في ملاعب الآخرين، في عز النهار الذي شاهد فيه كل الناس، كل شيء.
لنرجع مرة أخرى إلى أرض الواقع. لنحاول أن نحمل أنفسنا مسؤوليات ما جرى. ولنقل إن الدفاع المدني وغيره سيستفيدون مما جرى، وسيحاولون أن يرفعوا نسبة التنسيق فيما بينهم، لكيلا تحدث هذه الكوارث ثانية، ولكيلا نسمع أو نقرأ هذه التعقيبات السوبرمانية من الدفاع المدني أو من غيره.