العنوان ليس اسماً لعصابات تخطف السفن في عرض البحر ولا لقراصنة القوافل في البراري والقفار، وأم صويلح امرأة صالحة تتقن صنع خبز تنوري أو على الصاج يسمى في منطقتها (القرصان) وهي تجيد إعداد أنواع طيبة من الخبز البلدي مثل المراصيع وقرص عقيل, وهذا الأخير كان يعد ضمن الأطعمة التي تزود بها قوافل العقيلات التجارية التي بدأ انطلاقها من القصيم إلى نواحي الشام والعراق ثم تنامت في نواحي نجد، وقرص عقيل والكليجا والفتيت وغيرها أطعمة تحتمل البقاء لمدة زمنية دون أن تفسد أو تتعفن فهي شبه جافة وبعضها يكون محشواً بالبهارات والعسل أو دبس التمر, وهي غذاء ووجبات خفيفة يتناولها الرحالة غالباً بين الوجبات الرئيسة وفي أنصاف الليالي حين يشعر الساري ليلاً بالجوع ولا يريد التوقف كسباً للوقت, أم صويلح اكتسبت الصنعة من جداتها أيام العقيلات وأرادت إحياءها والتكسب منها؛ فهي المجال والمورد الوحيد المتاح أمامها ولأن هذه الأكلات التراثية مرغوبة في بيئتها لاسيما في الأعياد والمناسبات تقدم في الاستقبال مع القهوة والشاي والعصائر، ولا تكون بديلاً عن مأدبة المناسبة السعيدة، وهي لا تعلم إلى الآن أنها كالأجيرة لبعض المحلات المتخصصة التي تطلب منتجها، وأن اسمها يتم استغلاله من جهتين أولا من حيث إنهم يشترون منها بثمن بخس ثم يبيعون جهدها بسعر مضاعف، وثانياً يستثمرون اسمها في ترويج بضاعة لم تصنعها هي ولا تعرف عنها شيئاً، بل يتم إعدادها على يد عمالة وافدة قد لا تكون على مستوى صحي جيد ولا تعرف عن هذه المهنة وأسرارها وبالتالي فهي لا تتقن إعدادها لا في الشكل والمظهر ولا في المضمون، دفعهم التكسب لامتهانها مع غياب من يراقبهم، ولتوفر محلات تتكسب على حساب صحة وذوق المستهلك تستقطب منتج هذه العمالة وتزاحم أم صويلح وأمثالها في رزقهن وتسرق جهودهن مع علامة الجودة التي تعددت وتشعبت في المنتج لدرجة أن هؤلاء الكادحات يجتذبن فتيات عاطلات عن العمل من قريباتهن للتعاون معهن ويدربنهن على إجادة وإتقان أنواع من الأصناف المرغوبة مثل (المصابيب) وهي تشبه القرصان ولكن بكثافة أكبر ونكهة مختلفة وتمزج بمطحون البصل وتضاف لها خلطة لذيذة على سطحها وهي الطريقة التي سبقن بها أصحاب البيتزا, كما أنهن أخذن بتسويق الحنيني والفريك والقشدة وغيرها وكلها من أكلات ووجبات الشتاء, وهي فكرة اقتصادية رائعة ومهنة شريفة، ومشروع استثماري استفادت منه عدد من الفتياتفي تكوين دخل مادي من عمل طيب وراق في آن واحد، وفيه إحياء لموروث الأجداد والمجتمع، غير أن الشيء غير المحمود هو ما تفعله (بعض) المحلات المتخصصة التي تبيع منتجات أم صويلح وأخواتها بسعر معين، والمقلدة كتب عليها شعارات التخفيضات ولكن باستغلال بشع لمواسم الخير والعبادة مثل: تخفيضات بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، تخفيض في الأيام البيض، ونصف التعرفة في يوم عرفة، إذاً هي بضاعة مقلدة على حساب المنتج الأصلي تعدها عمالة لم تستقدم لهذا الغرض وتستغل النوازع الدينية لمكاسب مادية غير مشروعة.