بعيداً عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فإن صفقة انتقال مهاجم فريق النصر سعد الحارثي إلى منافسه اللدود فريق الهلال، تظهر الفكر الإداري الذي تدار بها الأمور في أنديتنا والرؤية الفنية التي تختلف من ناد لآخر.. أي منصف لا يستطيع أن يلوم إدارة النصر على ذهاب سعد، لأنها من جهة كما تأكد قدمت له عرضا جيدا ومناسبا، في الوقت الذي لم يكن فيه اللاعب يقدم مستوياته ولم يعد إلى حالته التي شكلت نجوميته وشعبيته منذ عودته من إصابته ولا يوجد مطلع يستطيع أن يجزم بأنه سيفعل ذلك بقميصه الجديد، وأنه سيكون مكسبا لفريقه الجديد، فنجاحه منتظر ومتوقع لكنه غير مضمون، وقد يكون من الحالات القليلة التي أقدمت فيها إدارة الهلال على خطوة غير مأمونة العواقب، غير أن القرار فيه (فكر إداري) عال جدا، فهو يذكرني بما فعله فريق تشيلسي في عام 2008م عندما ظهرت بوادر أزمة مع لاعبه المحترف الإفريقي ديدي دروغبا، والذي كان مصرا على السفر ومشاركة منتخب بلاده في بطولة الأمم الإفريقية، وكان سيغيب عن فريقه قرابة الشهر، فما كان من مسؤولي الفريق إلا التوجه إلى الفرنسي انيلكا لاعب بولتون الإنجليزي في ذلك الوقت والتعاقد معه لسد الفراغ، ليتحول منذ ذلك الوقت ويصبح لاعبا فاعلا مع الفريق الذي ربما يغادره هذا الموسم، وفي الهلال سيغادر لاعبه العربي للمشاركة في بطولة الأمم الإفريقية، وفي ظل عدم قناعة مدربه - كما يبدو - بالمهاجمين الآخرين في الفريق أصبح مطالبا بلاعب (يعوضه) وأظن أن ذلك من أهم دوافع التعاقد مع الذابح، يبقي وكما قلت (تغريدة) سريعة مباشرة بعد ظهور خبر توقيع العقد أنه يذكرني بانتقالات مماثلة حدثت من قبل، عندما انتقل عام 2001م قائد فريق الأهلي الكابتن خالد مسعد إلى المنافس اللدود فريق الاتحاد، والعكس عندما انتقل في عام 2003م قائد فريق الإتحاد محمد الخليوي إلى المنافس اللدود فريق النادي الأهلي، وإن كان أيا منهما حقق مكاسب في ذلك الوقت فإن أكثر ما خسره اللاعبان أنه لم يعد لهما ذكر أو مكان أو تاريخ في الناديين معا، فكلاهما لم يدرك لا بلح الشام ولا عنب اليمن.
قرعة أنديتنا في آسيا
كان منظر قرعة دوري أبطال آسيا للأندية أمس موحشا جدا بالنسبة لنا، وهي تسحب ثلاث مقاعد ونصف للأندية السعودية لأول مرة منذ الأحد بنظام الأربع مقاعد، وسيكون فريق الاتفاق ملزما بدخول ملحق التصفيات للحاق بالمجموعات، وقد يأتي (بإذن الله) إلى المجموعة الأولى على حساب فريق إيراني.
القراءة الأولية للقرعة التي أسفرت عنها مجموعات أنديتنا جيدة إلى حد كبير ومتوازنة (نظريا) وكل المجموعات الأربعة يستطيع الفريق السعودي المشارك فيها التأهل عنها، خاصة أن المباريات ستقام في توقيت مناسب جدا، وبعد مرحلة متقدمة من المباريات المحلية، وإن كانت السنوات الأخيرة أثبتت أننا لا نحسن التعامل مع البطولة ذهابا وإيابا، ولذلك كنا نخسر كثيرا، الأهلي أكثر الفرق حظا إذ إن مبارياته ستنحصر في المنطقة مع سباهان ولخويا والنصر الإماراتي، والهلال قد يكون مثله في حظه إذا تأهل إلى مجموعته فريق الشباب الإماراتي مع بيروزي والغرافة، أما الاتحاد فبالإضافة إلى العربي القطري وبختاكور الاوزبكي سيصطدم بفريق بني ياس الإماراتي والذي أصبح يقوده مدربه (الأسبق) جابرييل كالديرون وفي ذلك ثارة مبكرة وتفاصيل قد أتطرق لها لاحقا.
كلام مشفر
- لم يعجبني الأسلوب الذي ودعت به الإدارة الاتحادية مدرب فريقها المقال المدرب الداهية ومعجزة البطولات في النادي، كان ديمتري يستحق وداعا لائقا به وحفل تكريم مصغر داخل النادي مع الإدارة واللاعبين.
- وحتى إذا كان تعامل المدرب كان لا يعجب جمال فرحان وإدارة الفريق، إلا أن رئيس النادي وأعضاء إدارته يمثلون كل الاتحاديين وجميعهم يشعرون بالتقدير والاحترام، ولديمتري قبول كبير لديهم، يستحق معها أن يكونوا لطفاء وكرما وطيبين، كما جرت عادة الاتحاديين مع كل المدربين.
- لو كنت مكان سعد الحارثي أو كنت قريبا منه لنصحته أن يستمر في ناديه، حتى لو كان العرض الأقل، وبالتأكيد أن هناك من قال له ذلك من الأصدقاء والمقربين، وقد كتبت في عام 2001م في جريدة الوطن قبل انتقال خالد مسعد ما نصه (لو كنت مكانه لما قبلت بل لما فكرت في الذهاب إلى الاتحاد والانتقال من الأهلي).
- الكيانات الكبيرة لا تقف على لاعب ولا على نجم مهما كان اسمه، بل يفترض أن يصغر الكيان وأن يكون عشاقه ومحبوه في حذر وقلق وخوف إذا كان رحيل لاعب واحد مهما كان اسمه ونجوميته سيضره أو يؤثر عليه.