هناك نواحي حدودية حضارية وحيوية واقعة بين حدود الإشراف الإداري للمناطق . ومن تلك الحليفة التابعة لمحافظة الغزالة بمنطقة حائل , مقر طالبات جامعة حائل ممن تعرضن لحادث مروري أودى بحياتهن وعددهن (12) طالبة مع سائق المركبة يرحمهم الله جميعا. شهيدات التعليم العالي ومعهن العديدات من المعلمات تضطرهن ظروف الدراسة والعمل الانتقال لأكثر من (200)كم من قرى الحليفة جنوب حائل والعكس من حائل إلى الحليفة وقرها بشكل يومي وسط طرق مستهلكة وغير مهيأة وبمسار واحد فقط...

الحليفة ضمن نطاق مثلث حضاري سكاني يقع بين ثلاث مناطق هي : القصيم -حائل - المدينة المنورة . وتقع أيضا بين مقار جامعات :جامعة القصيم ,وجامعة حائل, وجامعتي طيبة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . ويعد مركز الحليفة من الناحية الجغرافية منطقة تقسيم مياه للمناطق الثلاث، وأحد روافد حوض وادي الرمة وفي محيطه تشهد ولادة وادي الرمة, كما أن مركز الحليفة يقع في أصعب البنيات الجيولوجية كونه يقع في أعالي وادي الرمة على السفوح الشرقية لحرة خيبر الواقعة في إقليم الدرع العربي, وأحد مصادر مياه الأمطار لوادي الرمة, كما أن الحليفة تقع في ملتقى الروافد العليا لوادي الرمة ويحيط بها مجموعة كبيرة من المراكز السكانية مثل :الحائط والحويط والنبوان والشملي ...

إذن الحليفة داخل مثلث الجامعات: بريدة حائل المدينة المنورة وهذه المنطقة التي يمكن تسميتها اعالي حوض وادي الرمة تضم داخل إطارها كثافة سكانية عالية، لكنها تفتقد بنسب مختلفة قربها وبعدها عن مقار عواصم المناطق التي تبعد حوالي 200 كم -تفتقد- إلى الخدمات :الجامعية والبلدية والصحية والاجتماعية والطرق؛ لأنها غير مصنفة كمنطقة بذاتها أو تبعية منطقة واحدة إنما هي واقعة داخل حدود للإشراف الإداري : جنوب حائل, وغرب القصيم , وشرق المدينة المنورة .

كما أن داخل مثلث أعالي وادي الرمة محافظات ومدن كبيرة ففي القصيم :الرس وضرية والنبهانية وعقلة الصقور. وفي منطقة حائل مدن : الغزالة والشملي والحليفة والمستجدة والبعايث . وفي المدينة المنورة مدن : الحناكية والنخيل والصويدرة والحسو. وتجمعات المحافظات والمدن في هذا المثلث يتطلب خدمات بلدية كبيرة وطرق وخدمات تعليمية جامعية, ولكون محافظة الرس بالقصيم محافظة كبيرة تحولت إلى حاضن ومركز سكاني وتجاري لتجمعات المدن والقرى والهجر داخل هذا المثلث نظرا لموقعها الجغرافي شبه المتوسط بين جامعات :القصيم وحائل والمدينة المنورة وقربها من قرى وتجمعات السكان في مثلث أعالي وادي الرمة, وهنا لابد أن نقفز على بعض النمطيات التي تقيد افتتاح الجامعات من أجل خدمة نواحي حضارية متداخلة مع حدود الإشراف الإداري لعدة مناطق. فليس بالضرورة أن ننظر إلى المناطق كتل معزولة عن الأخرى, فمدينة الرس هي بالأطراف الغربية للقصيم، لكنها تقدم خدماتها للنواحي الشرقية للمدينة المنورة والنواحي الجنوبية لمنطقة حائل, وهي الأنسب لاستضافة مدينة جامعية لتنمية مثلث أعالي حوض وادي الرمة.