فقدت البلاد أحد أبنائها ومفكريها الأوفياء، فقدت الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وداعاً أيها الشيخ الحبيب
أخو الهمات والفطن الأريب
وداع أحبة ورفاق درب
لفقدك بينهم كثر النحيب
ألم تك أنت ذا بحث وعلم
أما أنت المهذب والأديب
قضيت العمر تحقيقاً ورصداً
لما ترك المفكر واللبيب
وكنت المخلص الأوفى عطاءً
لأرضك أيها الشهم النجيب
بذلت بكل إخلاص وجهد
لأهلك ما يسر وما يطيب
سيبقى شيخنا ويظل حياً
مواقف بينات لا تغيب
ألا لله درب أبي سهيل
وفي العهد هيهات الضريب
يقول الرأي في ثقة وحزم
وإن لام المدقق والرقيب
ويمضي في الجهاد بكل صدق
فيطرب ثم شبان وشيب
ويشرق فكره الوقاد فينا
ثقافات وليس لها مغيب
ولن تنسى الصحافة جهد حر
صدوق لا يضل ولا يخيب
صبور لا يكل وإن ألمت
به الأخطار واليوم العصيب
أيا عبدالكريم عرفت شهماً
وفياً من دعاك له تجيب
محباً للعروبة مستهاما
بماضٍ ذكره عطر عجيب
تعالج مخلصاً ما منه نشكو
كأنك أنت في وطني طبيب
وتلقى ما يخيف بكل عزمٍ
وتمضي مثلما يمضي المهيب
ألا لله درك من وفي
تسامى عزة عما يعيب
لحق أنت محبوب غيور
نبيل ماجد حر أريب
خيارك دائماً عز رفيع
ومجد للعروبة لا يغيب
رحلت لدارك الأخرى وإنا
لنرجو من إذا يدعى يجيب
بأن يلقاك في عطف وعفو
وغفران به الأخرى تطيب
وتسكن في جو أخ تقي
منيب حبذا الجار المنيب
ويجمعنا الإله بدار خلد
بها تمحى المساوئ والذنوب
شعر: صالح بن حمد المالك