في يوم الأربعاء الموافق 14-11-1432هـ دخل الوسم. ونرجو الله أن يغيث البلاد والعباد وينشر رحمته على البلاد. وتأخذ الأرض زخرفها وزينتها. الشاعر محسن بن عثمان الهزاني والذي عاشَ قبل 190 سنة تقريباً، له من القصص التي تروى وقد تنسج أحياناً الكثير الكثير. قصص في الغزل والغرام والكرم ومن قصصه المشهورة والمنتشرة بين الناس قصة (استغاثة الهزاني). وهو أن أهالي بلدة الحريق أصابهم الجذب فقرروا صلاة الاستسقاء، وقد منعوا الشاعر محسن من الحضور إلى المصلى وبعد أسبوع جمع الشاعر عدداً من الصبية والعجائز وبعض البهائم ثم خرج إلى الصحراء وصعد المنبر وحمد الله ثم جاء بقصيدته المعروفة ويقال إن الله استجاب له وانهمر عليهم المطر.
أقول كما يقال التاريخ يعيد نفسه فهناك بلدةُ تسمى (القوعي). وتبعد عن مدينة الرس 15 كيلاً. أصيبوا بالجذب فقرروا أن يصلوا صلاة الاستسقاء وذلك قبل 70 عاماً تقريباً، وقد ألمحوا لشاعر المعروف عبدالله العلي الحرير وهو شاعر حكمة ونقد، ألمحوا له بعدم رغبتهم لحضوره إلى المصلى ذهب الحرير إلى قصر ابن عقيل، وصلى معهم صلاة الاستسقاء، وقد مكث الشاعر الحرير ثلاثة أيام بضيافة أمير القصر عبدالله بن محمد بن عقيل. ثم عاد إلى بلدته القوعي.
وقد غضب على ما بدر من أهل بلدته. حيث قال قصيدةً تعتبرُ خطبةً. وقد قال الشيخ سالم الحناكي وكان أيامها قاضٍ بمدينة الرس قال: لولا الخشية من كلام بعض الناس بعد موت لخطبة بقصيدة الحرير هذه. لما بها من الحكمة والإخلاص. أما القصيدة فهي تقول:
هو من نظاف قلوبكم تستغيثون
الرب يعلم بالخفاء والبياني
الرب يحسن والمخاليق يسوون
واصابت الهزله ذنوب السماني
زيلوا مضالمكم على شان تسقون
ولا تعلمون محرماته علاني
وين الزكاة وغير منعه ترابون؟
عديتوا حدود الله بكل المعاني
والضيف ضيف الله ودونه تصكون
يسري عليه البرد والمجمداني
إلى آخر القصيدة التي تفيض بالحكمة، وقد قال الحرير أيضاً:
لولا ذنوب اليوم ماصار ماصار
يمشي الضعيف وعورته ما كساها
من ظلمنا ماتت طيور بالاوكار
عصاة بني ادم تعم ا بخطاها
رحم الله عبدالله العلي الحرير ومحسن بن عثمان الهزاني رحمةً واسعة، ونحمد الله على الصحوة الدينية والعلم والتعلم الذي نحن فيه الآن، فقد تنورت البشرية وابتعدت عما كان في الماضي البعيد من الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية. لي لقاء معكم في الأسابيع القادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.