فاصلة:

(ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور)

-حكمة يونانية-

في الوعي بحقوق المرأة ... ما هو الوعي الذي نحتاجه لتنتهي المناقشات والمداولات حول موضوع متجدد؟

هل نحتاج -رجالا ونساء- إلى معرفة حقوق المرأة في الإسلام؟

ولكن المدارس السعودية تدّرس هذه الحقوق، فاذا كنا دقيقين فهي تستهدف الطالبات، ومع ذلك فالسؤال لماذا لا يطالب بعض النساء بحقوقهن المكفولة شرعا؟

ربما لأن تطبيق الاحكام لا ينفّذ الا بوجود قانون وآلية لتنفيذه ومشكلتنا أننا كمجتع إلى الآن من دون قانون للأحوال الشخصية، ولذلك يجتهد معظمنا في فهم النصوص والتعاليم بما يناسبنا ، هذا على المستوى الشعبي، اما على المستوى الرسمي فحتى القضاة يأتي تطبيقهم الأحكام من وجهة نظر اجتهادية ويصبح للحالة الواحدة أكثر من حكم بينما في الإسلام النص واضح.

سؤال آخر: لماذا لا يدرج في مناهج الطلاب حقوق المرأة في الإسلام؟

هنا ستواجهنا مشكلة: كيف يشرح النص معلم في داخله تكونت صورة المرأة بغير ما يكفله لها الإسلام!!

أعتقد أننا في أحداث الوعي بحقوق المرأة نحتاج إلى نشر سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وطريقة تعامله مع نسائه وتعامل الصحابةرضوان الله عليهم مع المرأة في حياته عليه الصلاة والسلام وبعد ذلك.

كما أننا بحاجة إلى شرح دقيق للنصوص التي تتعلق بالمرأة والتي تحتاج إلى علماء يوضحون المعنى الصحيح الذي لا يلغي حقوق المرأة، بل يسعى إلى تكريمها لأنه لا يمكن للشريعة الإسلامية أن تكون متناقضة في مفاهيمها تجاه المرأة، إلا أن ذلك يبدو أمام بعض الذين يتعاملون مع النص دون تركيز في عمق دلالاته ورموزه.

مهمة الوعي هذه ليست عملية سهلة وتحتاج إلى عمل مؤسساتي منظم لكنه إن حدث سيختزل سنوات من المشاكل الاجتماعية التي بدأت تنتشر في المجتمع، وأخطر ما فيها دور الاسرة الذي يبنى على علاقة رجل وامرأة يفهمان تماما معنى دور كل شريك، ويدركان المفهوم الصحيح للشراكة الزوجية.