أعرف ويعرف غيري وفي كل أنحاء العالم أن من ينادي بالانتخاب فإن عليه أن يحترم النتائج، ولكن في عالمنا العربي وحده فإن الذي لا يحترم النتائج هم من ينادون بالانتخابات وهذا (التناقض الأناني) لم يأت من (عندياتي) بل من (عنديات) الذين قاموا بثورات الربيع العربي من أجل الحرية والديمقراطية حسب (زعمهم). ففي تونس لم يتقبل الليبراليون النتائج الأولى للانتخابات التونسية لأنها لم تأت حسب آمالهم وفي مصر حدث نفس الشيء ضد من كانوا يهتفون للانتخابات النزيهة. وفي ليبيا بدأ الليبراليون يشككون بمستقبل ليبيا لأن الإدارات العليا جاءت من غيرهم ولم تأتِ منهم.
وفي اليمن حينما قبل الرئيس علي صالح التنازل عن الحكم وترك الأمر للحزب الحاكم والمعارضة، انبثقت فجأة من المعارضة (معارضة للمعارضة) تقول إن هدفها ليس إسقاط الرئيس فحسب ولا حوار الحزب الحاكم مع أحزاب المعارضة بل إن هدفهم -أي معارضة المعارضة هو محاكمة علي صالح (أولاً) غير عابئين بنزيف الدم اليمني وشل الحياة العامة في وطنهم إلى أجل غير مسمى وذلك للاستفادة من الفوضى وانفلات زمام الأمور وإتاحة المجال شاسعاً (للبلاطجة) كما حدث مؤخراً في مصر.
***
وفي الكويت اندست الغوغاء مع المعارضة من أجل أهدافها الضيقة وخلافاتها الشخصية مع بعض رموز النظام.
وفي البحرين ورغم اعتراف الملك أن هنالك أخطاء مورست من قبل بعض أفراد الأمن إبان إخماد الفوضى الطائفية التي كانت تجتاح البلاد والتي تحركها أصابع أجنبية لا تخفى على كل ذي عين. أقول إن بعض محركي الفوضى يريدون فرض (شروط تعجيزية) على الدولة تمس سيادتها من أجل استشراء الفوضى وزعزعة الأمن في البلاد لذا لم يرتضوا بنتائج الانتخابات البرلمانية في بلادهم رغم أنها جاءتهم على طبق من ذهب ولكنهم لم يقدروا ذلك للأسف الشديد.
***
يبقى القول أخيراً إن جل دعاة الانتخابات أو من يسمون بالمعارضة في الوطن العربي هم أول من ينقلبون على (دعواهم) إن لم تكن لصالحهم وبتهم شتى منها التزوير ودعم الدولة مالياً لمنافسيهم للفوز بصناديق الاقتراع. أي بمعنى أقل اختصاراً أن دعاة الانتخابات سواء أكانت برلمانية أو قروية أو جمعيات نفع عام على طول الوطن العربي وعرضه (لا يعجبهم العجب ولا صوم رمضان مع رجب) لذلك أدارت الشعوب ظهرها عنهم وراحت تبحث عمن يحقق مطالبهم بلا مزايدات!!.