يسعد المرء حين يراجع إدارات حكومية تقدر وقته، وتحترم مكانته. وقد أسعدني - وغيري من الكتاب والمؤلفين - التعامل الراقي والسرعة في التسليم من لدن الإدارة العامة للمطبوعات التابعة للإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام في الرياض، حين تقدمت لهم بطلب فسح لأحد كتبي التي أنوي نشرها إن شاء الله.
ولعل هذه الإدارة الحيوية من الإدارات التي تعمل بصمت بعيدا عن الضجيج برغم دورها الفعال في إبداء الرأي في القضايا الإعلامية ذات الصلة بالصحافة المحلية والرقابة الإعلامية، وحماية حقوق التأليف والنشر والتوزيع، واستثمارات حقوق الملكية الفردية، فضلا عن اهتمامها بشؤون المطبوعات الداخلية والخارجية، وما يتعلق بتنظيم المطابع وعمليات الموافقة والترخيص والمراقبة والمتابعة وطباعة وتوزيع الكتب والصحف والمواد السمعية والبصرية مثل محلات الفيديو والتسجيلات الصوتية ومحلات برامج الكمبيوتر والأنظمة والتصميم والاستشارة والترجمة وتصميم الصفحات الإلكترونية والمواد الإعلامية ذات العلاقة كوكالات الدعاية والإعلان وخدمات الاستشارات المرتبطة بهما وفقاً لنظام المطبوعات والنشر، وكذلك نظام حماية حقوق المؤلف، إضافة إلى إصدار الرخص الخاصة بممارسة الأنشطة الإعلامية، وقيامها بالحملات التفتيشية والجولات الميدانية والرقابية على المحلات الإعلامية كالمطابع للتأكد من عدم مخالفتها للنظام.
كما علمت مؤخرا عن الدور الريادي الكبير لإدارة المطبوعات في تنظيمها جولات ميدانية داخل الحرمين الشريفين والمساجد التاريخية لمتابعة ما قد يقوم به بعض الحجاج من بيع للكتب والصور والآيات القرآنية أو توزيع لبعض النشرات الترويجية لمعتقدات دينية. والرقابة على الكتب المعروضة في المداخل الحدودية والمطارات الدولية والداخلية، كما أن لها دورا بارزا في تنظيم المؤتمرات والمعارض الدولية للكتب كالإشراف المباشر على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام سنويا في شهر مارس.
وحين نعلم أن تلك الإدارة قد اطلعت - خلال سنوات مضت - على ما يزيد عن اثني عشر ألف مادة ومخطوطة؛ ندرك الجهد والعمل الدؤوب الذي تبذله في سبيل الاطلاع والفسح إضافة إلى ارتفاع سقف الحرية الممنوحة لبعض الأفكار الجديدة التي لا تتعارض مع الثوابت الدينية والقيم العربية الأصلية، وقد تفوقت على دول مجاورة في الحرية الممنوحة للكتاب والمؤرخين والمفكرين والأدباء وهذا يعد انفتاحا في الفكر بما ينسجم مع سياسة الحكومة وتطلعاتها الحضارية.
وحين يتزامن ذلك مع سرعة الإنجاز وحسن التعامل؛ فهو بلا شك نجاح يجير لوزارة الثقافة والإعلام ووكالة الإعلام الداخلي بالتحديد وإدارة المطبوعات على وجه الخصوص وهو ما فتئ يعدنا به وزيرنا المثقف الواعي الدكتور عبد العزيز خوجه.
ولأن الكاتب اعتاد أن ينتقد السلبيات حتى كاد أن يكون عينا ثالثة للمواطن؛ فإنه من باب الإحسان - أيضا - إبراز الإيجابيات والثناء على الإنجازات ليتضح الفرق، ويشكر المحسن، بل ويكافأ ويشاد به. فالمواطن يستحق أن يحصل على خدمة راقية من دائرة حكومية تقدر قيمته وليس جيبه!!
rogaia143@hotmail.com-Twitter @rogaia_hwoirinywww.rogaia.net