إشارة لما نشر في هذه الجزيرة في العدد (14306) حول حريق مدرسة براعم الوطن بجدة، بعنوان حريق المدارس إهمال واضح وأخطاء متكررة، هذه الحادثة مأساة الجميع، لا سيما والسبب من داخل المدرسة لا من خارجها، ممارسات خاطئة بدت تطفو على الساحة، كيف هذه الجرأة من الإقدام على إشعال فتيل الحريق، من أين أتت المواد المتسببة في الحريق؟ أين المراقبة والملاحظة, أين الدور البنائي والوقائي تربوياً وإيمانياً المعزز للنفوس في حماية حقوق الآخرين؟ ومع هذا كله فأشير إلى نقاط:
1 - دور المعلمة المربية (غدير كتوعة) رحمها الله صورة مضيئة تبعث على الاعتزاز وأمثالها كثير من معلمات كريمات، هذه المعلمة انتقلت إلى رحمة الله وهي تربي طالباتها على كل خصال الخير وتقوى الله والتذكير به، تضحي بآلامها لإخراج طالباتها، تقول إحدى الطالبات طلبت مني عباءتي للاستتار بها عن الرجال لأن عباءتها في غرفة المعلمات، وموقفها هذا يذكر بالمرأة التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها حين صرعها أن لا تتكشف حرصاً على الستر حتى في أحلك الظروف ويشير زوجها (محمد باجنيد) أنها صالحة حافظة لأمر ربها، مخلصة لزوجها طائعة متدينة مربية.
2 - إنقاذ النفوس بابه واسع فقد يكون من الغرق والحرق، أو من الكفر والضلال إلى نور الإسلام والإيمان، فكم لهذه المعلمة من الثواب حيث أنقذت العديد من طالباتها، وهذا دليل رحمة وشفقة ومحبة {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة.
3 - التذكير بعظم الأمانة لكل مسؤول {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} (24) سورة الصافات، فالمسؤول على ثغرة من الثغور مأمول منه أن يسمع من الناصحين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) رواه مسلم، فلا مناص ولا مفر.
4 - الدور الإعلامي، أين هو قبل وقوع الحوادث؟ إذا وقعت الحوادث سارعت بعض الوسائل الإعلامية إلى عقد الحوارات المثيرة، قبل أسبوع كنت استمع لبرنامج حواري في إحدى القنوات الفضائية وإذا به يرجع السبب إلى عدم وجود فكر تعليمي عندنا منذ أربعين عاما، هذا الكلام لا يجدي إنما النافع والمفيد هو المبادرة في رسم الخطط والتوعية القبلية، فالدور الإعلامي بطرح الإجراءات الوقائية والعلاجية ونشر ثقافتها مطلب لسلامة الجميع.
5- التربية على التوحيد فما يقع في هذا الكون هو بقضاء الله وقدره ولكن فعل الأسباب من الإيمان بالله جل في علاه، (إعقلها وتوكل) والمؤمن مستسلم لأمر ربه يحمد الله على كل حال، والصبر على المصيبة أمره عظيم. حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وفتنة.
سعود بن صالح السيف
الزلفي