من مساوئ وسائل الاتصال، ما تتناقله من معلومات, وأخبار, عن صحة الإنسان، وما يرتبط بها من غذاء، ودواء، وعلاج،..
فهي في يوم آت، تأتي بما يتناقض مع ما كشفت عنه في يوم مضى، والإنسان بطبعه قلق، في أي شأن خارج عن معرفته، وإمكان التحكم فيه،..
ربما لأنّ هناك كثافة في التجارب، واختلافاً في النتائج، غير أنّ الإنسان المستقبِل لنتائج هذه التجارب ومقترحاتها، لا حيلة له إلاّ أن يخضع لما تأتي به كل يوم أخبار الصحة، والجمال، ومواجهة آثار الزمن في أعضاء داخل جسده من قلب ينبض قد يصاب، وكبد يفرز قد يُنهك، وكليتين لا تكلان إلاّ مع استهلاك أو نقص، وعينين تكلان من فرط إجهاد، ووووو فتجده يستنزف دخله، ليواجه مخاوفه من السقوط في براثن المرض، أو للإبقاء على مقدراته من قوة وصحة وحيوية، فيقع في براثن الهدر المادي، والزمني، والأهم في نتائج وخيمة كأن يمرض بدل أن يصح، ويفقد نضارته أو سلامته بدل أن ينتشي..
زرت صديقة ترقد في مصحة كبيرة بمدينة جدة يوم أمس، فقالت لي: اكتبي عن هذا، أنام في المصحة من أيام كثيرة أعالج فيها من إصابة بليغة في الكبد بسبب ما استخدمته من علاجات لنضارة البشرة، واستعادة حيوية الأطراف بعد أن كنت أشعر بآلام حادة فيها، لكن ما نشرته زوايا الصحة وأخبارها في المجلات ومتصفحات المواقع الإلكترونية واستخدامي «الغبي» لها، أوصلني لهنا..
ما الذي نكتب، وما الذي سيغيّر من هذا السيل الهادر من الأخبار في هذا الشأن، وسواه مما يغري المتلقي، فيهب لاستخدامه، وتأتي النتائج سالبة..؟
أتخيّل الإنسان في هذا العالم، ورقة شجرة يطوح بها حيث تتجه ريحه، وينزل بها حيث يحط طميه، وفي النهاية يذره أشلاء في فضاءات ازدحامه، لا يلقي إليه بالاً،...
هذه الورقة حتى يأتي موسم عجفها وجفافها، ليست في لحمة شجرتها، بل في كف ريح التجريبيين المتناقضين..
والأمر لا يقف عند حدود ما ينشر ويشاع في شأن الصحة والعلاج بل تجاوز هذا كثيراً..