طهران - أحمد مصطفى - لندن - باريس - وكالات
بدأت بريطانيا الأربعاء بإجلاء أفراد طاقمها الدبلوماسي من إيران غداة اقتحام سفارتها في طهران من جانب متظاهرين مقربين من النظام، في هجوم أثار ردود فعل متناقضة داخل النظام الإيراني.
وذكرت مصادر دبلوماسية غربية في طهران أن لندن أجلت جزءًا من موظفيها الدبلوماسيين إلى دبي على متن رحلة تجارية.
وتجري العملية بمساعدة وزارة الخارجية الإيرانية وعدد من السفارات الأوروبية من بينها سفارة فرنسا التي أمضى فيها الدبلوماسيون ليلتهم بعد نقلهم بسلام من مبنى بعثتهم ومقر دبلوماسي بريطاني سابق بعدما هاجم المقرين عشرات المتظاهرين الغاضبين وقاموا بتخريبهما. ولم تتدخل قوات الأمن التي كانت موجودة بكثافة أمام السفارة البريطانية لوقف المتظاهرين الذين وصفوا بأنهم «طلاب من الباسيج»، بينما غطى التلفزيون الرسمي تحركهم مباشرة.
وكان المتظاهرون يطالبون بإغلاق البعثة البريطانية ردًا على العقوبات الجديدة التي أقرتها لندن الأسبوع الماضي ضد إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
من جهتها أعلنت الحكومة النروجية أنها أغلقت سفارتها في طهران أيضًا.
وأوضحت الناطقة باسم الخارجية النروجية هيلده شتاين فيلدان [ن الدبلوماسيين النروجيين ما زالوا في طهران ولم يتخذ بعد قرار بإجلائهم.
كما أغلقت المدارس الفرنسية والإنجليزية والألمانية في طهران حتى إشعارآخر في إجراء «وقائي»، كما ذكرت مصادر دبلوماسية.
كما أثار الهجوم إدانات دولية حيث أدان مجلس الأمن الدولي الحادث «بأشد العبارات الممكنة» في الوقت الذي أعربت فيه طهران عن «أسفها».
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: إن الهجوم هو إهانة للمجتمع الدولي ودعت طهران إلى حماية الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لديها.
وعبّرت وزارة الخارجية الإيرانية على الفور عن «أسفها للسلوك المؤسف لعدد قليل من المتظاهرين» ووعدت بأن يكون للهجوم «متابعة قضائية».
وأكّد قائد الشرطة الإيرانية الجنرال أحمد رضا رادان الأربعاء أن عددًا لم يحدده من المهاجين أوقفوا أو تم التعرف عليهم وسيسلمون إلى القضاء. لكن المتشددين في النظام الذين يؤيدون مرشد الثورة علي خامنئي برروا تحرك المتظاهرين، معتبرين أنه رد فعل شرعي في مواجهة «سياسة الهيمنة» التي تمارسها لندن حيال طهران.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: «هذا الغضب ناجم عن عقود من تحركات الهيمنة من جانب بريطانيا في إيران»، مؤكدًا أن مجلس الشورى يدعو للهدوء، أما علاء الدين بوروجردي رئيس لجنةالأمن والسياسات الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، فقد أكَّد أن إيران «تحترم كافة القوانين الدولية ومعاهدة فيينا (حول حماية البعثات الدبلوماسية) ولا يتعين على الدبلوماسيين أو سفارات البلدان الأخرى الخشية بعد هذا الحادث»وفي شأن متصل قال آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع مجلة إخبارية أسبوعية أن فرنسا تضغط من أجل عقوبات دولية شديدة تكون قادرة على أن تشل إيران بسبب سياستها النووية. وكرر جوبيه في مقابلة مع مجلة لاكسبريس موقف فرنسا القائل بأن التدخل العسكري سيسبب أضرارًا «لا يمكن إصلاحها» وستكون له «عواقب وخيمة» في المنطقة. من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية المجرية الثلاثاء أن المجر رفضت السماح لطائرة وزير الخارجية الإيراني بالتحليق في الأجواء المجرية الاثنين لأنها ممنوعة من التحليق في أجواء الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الوزارة في بيان أن طائرة وزير الخارجية علي أكبر صالحي ممنوعة من التحليق في أجواء الاتحاد الأوروبي ونتيجة لذلك فإن «دخولها إلى المجال الجوي للاتحاد الأوروبي ليس مسموحًا به».