ها هو نجم عامنا الحالي يستعد للأفول وعما قريب ستغرب شمس آخر يوم لنا لعام 1432هـ لنطوي صفحاته بكل ما فيها من أحداث وعما قريب أيضا سنعلن عن بزوغ نجم عام جديد بشمسه المشرقة نعم ودعنا أحبابا تركوا لنا هذه الحياة بما فيها وخلفوا لنا رسائل إنسانية تحمل في طياتها.. مشاعر حقيقية... في هذا العام الذي نشرف على عتباته فرحنا كثيرا وحزنا أيضا كثيرا ولكن تبقى المشاعر الوطنية والانفعالات المتنوعة الخاصة بهذا الوطن موحدة لهذا الشعب الوفي لقيادته. هي الأكثر أثرا وخاصة مع هذه الأيام التي نشهد فيها ثورات الربيع العربي وما خلفته للشعوب العربية من حرمان من نعمة عظيمة خصنا الله بها (هي نعمة الأمن والأمان) فنحمد الله الذي فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
في هذا العام الآفل حزن الوطن على مرض عاهله خادم الحرمين الشريفين فكانت مشاعره صادقة من القلب فوصلت مباشرة إلى ملك القلوب وكانت فرحة الوطن معبرة عن سعادته بعودة مليكنا الغالي سالما معافى.
ثم غضب الوطن فثار ثورة واحدة ضد ثورة حنين المزعومة دفاعا عن وحدة العقيدة ووحدة الوطن ووحدة الشعب كواجب وطني فردد أبناء وبنات هذا الوطن عبارات لا نرضى بغير ملك الإنسانية وتظاهروا تظاهرة وطنية نسائية ورجالية في كل المدن والمحافظات باحتفالات جعلوا الولاء عنوانا لها فدلت على انتمائهم الحقيقي للمكان ولمن وحد هذا المكان المتمثلة في شخص الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله فما كان من ملكنا إلا أن بادل الولاء بالوفاء فعبر عن فخره واعتزازه بأبنائه في (جمعة الوفاء).
وتبقى مواقفنا واضحة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وأمان هذه البلاد فحارب المواطنون والمواطنات كل المروجين لأي فكر إرهابي ووقفت حكومتنا قيادة وشعبا ضد تصنيف المجتمع السعودي وضد عنصرته حسب الأفكار والتوجهات فردد الجميع: وطن لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه.
ثم حزنت البلاد حزنا عظيما على فقيد الأمتين العربية والإسلامية وولي عهد البلاد الأمير سلطان بن عبد العزيز أمير الخير وسلطان المواقف.. رحل سلطان ولكنه سيظل في ذاكرة التاريخ عنوانا للخير لأن رسولنا الكريم يقول (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به، وصدقة جارية، وولد صالح يدعو له) وسلطان الخير كان مثلا وقدوة يحتذى به في الأعمال الخيرية وكم لك يا سلطان الخير من الأبناء يا والد اليتامى وكم لك من مساهمات في دعم العلم والمتعلمين من هذه البلاد ومن خارجها، نسأل الله أن يجير كل ما قمت به في ميزان حسناتك غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته.
أيها الأعزاء سنستقبل بعد أيام قلائل عامنا الهجري الجديد 1433هـ فلنعاهد أنفسنا جميعا أن نقف وقفة حاسمة ضد الفساد ونحقق مفهوم المواطنة كلمة ومعنى بل فعلا نجسده كل من مكانه أما كانت أو أبا فهم المربون الحقيقيون وهم من يزود هذه البلاد مجتمعا ودولة بالأبناء البررة. رسالتنا واضحة كمواطنين يدركون واجبهم تجاه وطنهم معلمون كانوا أو أطباء أو مهندسون أو حرفيون. وها نحن نجدد البيعة ونؤكد الولاء وصادق الانتماء لهذا الوطن المعطاء.
ونسأل الله في هذا العام وكل عام أن يحفظ هذه البلاد وحكامها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وأن يرزقهم البطانة الصالحة وأن يجنبنا الكوارث والمحن وأن يزيد أبناء وبنات هذا الوطن لحمة وتماسكا ومحبة وانتماء وأن يعز بنا الإسلام ويعزنا به وأن يرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. وكل عام وأنت بخير يا مليكي وكل عام وأنتم بخير يا أبناء وطني وكل عام وأنت بخير يا وطني وكل عام وأنت بخير يا محايل وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.