التواصل المباشر مع الحضور يحتاج إلى ملكة جيدة لديها القدرة على الفلترة اللغوية والطرح المبدع وعمل كنترول جيد لكل شاردة وواردة، وحتى مع وجود ورقة لعناصر المحاضرة، فإنها لا تكفي إذا لم يكن المحاضر صاحب بديهة حاضرة، ويتمتع بشخصية مقبولة تجد القبول من الحاضرين، وفي يوم الثلاثاء الموافق 26/ 12/ 1432هـ نظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة الرس، محاضرة تحت عنوان (خطر الإعلام .. كيف نتقيه) ألقاها فضيلة الشيخ د. خالد بن سعود الحليبي - الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والمشرف على موقع المستشار ومدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء.
وقد عرج في طرحه إلى وسائل التواصل الإعلامية الحديثة مثل الفيس بوك - وتويتر - ومواقع الإنترنت.. وغيرها، وأفاد أنها قد تكون وسائل خير إذا أحكمنا الرقابة عليها وتمت فلترتها.. واستغلّت لأهداف إيجابية.. ورأى أنّ الأسرة قد تعاني من مشاكل لا تحسب لها عواقب.. وهي عزلة الأولاد والبنات في عالم آخر داخل البيت، وربما كان لتلك الأجهزة آثار صحية ونفسية، وقد تصنع أصدقاء من خارج الحي أو الأقارب.. ودعا إلى عمل صداقة حميمة مع الأولاد والبنات داخل المنزل وخارجه.. حتى لا يبحثوا عن حنان في الخارج من خلال عشاء جماعي أو زيارة جماعية.. وأشار إلى فائدة جميلة في طرحه، وهي بقاء أجهزة الإنترنت في أماكن مفتوحة مثل (صالات المنزل) الجانبية حتى تكون تحت الرقابة من الوالدين.. مع تزويد الأبناء بجرعات من النصائح والإرشادات من وقت إلى آخر لإخراجهم من عالم التواصل، وأن يحدد أوقات مقننة حتى لا يصل الأمر إلى مرحلة الإدمان التقني.
وحول أفلام الكرتون يرى أنه قد يكون ظاهرها التسلية البريئة، ولكن تحمل أحياناً رسالة سلبية لا يمكن ملاحظتها إلاّ على مستوى زمني بعيد وربما تؤثر على العقيدة والأفكار.. وقد يتأثر الطفل بما يشاهده، وربما أثّر على سلوكه ولباسه وعاداته ونشاطه ونموه.. ويرى أنّ الإعلام قد يصنع سلوكاً سالباً لدى الابن في التعامل مع والده.. ودعا إلى البحث عن الإعلام الذي يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، من خلال بعض القنوات الهادفة والمواقع الجيدة، حتى نساهم في زراعة جيل بدرجة من الفضيلة وننشر العلاقة الأسرية الإيجابية.
وكنت أقترح عنواناً لهذه المحاضرة القيّمة (وسائل التواصل الحديثة بين السلبية والإيجابية) أو كيف نحمي شبابنا من سلبيات الإعلام الحديث أفضل من كلمة خطر الإعلام قد تكون معنى جارحاً إلى حد ما.. وأرى أيضاً أن يكون هذا الطرح الرائع بحضور طلبة المرحلة الثانوية أو الجامعية، حتى يكون تفاعلهم مع هذه الكلمات الرقيقة والبيان الجميل بصورة صادقة، وتعبّر عن معاناتهم من الجنسين، مما يساعدهم على اكتشاف أخطائهم إذا وجدت، ويكون مفتاح خير لهم للبحث عن الطريق الإيجابي المليء بالورود بعيداً عن طريق الشقاء وما يجذب غضب الرب، وإلى مزيد من الإبداع يا دكتور خالد لا فضّ لسانك فأنت نِعْم المحاضر لهموم الشباب والأسرة، راجين أن يحمي الله شبابنا وفتياتنا من كل سوء، وأن يجعلهم دائماً في طريق الخير سائرين .. وفقهم الله.
- الرس
Rasheed-1@w.cn