عندما نتحدث عن رمز من رموز الوطن.. هذا الوطن الكبير بحكومته ومواطنيه.. وطن أبى إلا أن يكون مميزاً بين الأوطان بقيادته ورموزه الذين يبذلون كل العطاء للارتقاء بهذا الكيان وأمنه ومكتسباته وقد تميّز هذا الوطن برموز أبو على أنفسهم إلى أن يقدّموا الغالي والغالي لهذا الوطن وطن القيادة والشعب والولاء وصدق العهد.
رموز الوطن كثيرون ولكني سوف أتحدث عن رمز وهب نفسه وجل وقته للنهوض بمنطقة عسير، تلك المنطقة التي حباها الله برجال دولة مخلصين محبين، رجال يتسارعون لخدمة الوطن في أي مكان ومنطقة.. قدوة نموذجية في كل شيء ووفاء وقد تحسبهم هم الوفاء بعينه، (إن هذا الرمز هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز)، ذلك الشاب الذي تحمّل المسؤولية وكان خير من يؤديها على أكمل وجه، فهذا الرجل هو من رجال هذه الدولة العظيمة بمكانتها الإسلامية والسياسية عرفت بحب السلام والتفاف المواطنين حولها بحب وولاء وعهد. إن صاحب السمو الملكي الأمير خالد رجل إذا وعد أوفى وصدق وإذا عمل أنجز.. فعندما ترى في عينيه النظرة الثاقبة وفي شخصيته الإنسان بكل ما تعني هذه الكلمة فهو حمل المسؤولية التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين بكل سعة صدر وألزم نفسه بعهد بعد القسم بين يدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حث قال سموه: (لقد تشرّفت بمولاي خادم الحرمين الشريفين بحمل المسؤولية أميراً على عسير وقد أخذت على نفسي عهداً بعد القسم بأن أكون في هذا المكان أميناً مخلصاً للثوابت الجوهرية التي قامت عليها الوحدة الوطنية المباركة مدعوماً بكل كلمة توجيه صادق مخلص سمعتها من قادة هذا البلد طوال هذه السنين من شرف المسؤولية في هذا الجبل الأشم من رواسي هذا الوطن الشامخ).
هذه هي كلمات سموه ترى فيها المواطنة وحب الوطن فهو صاحب فكر ورؤية ثاقبة تجلت في مضمون هذه الكلمات، ورؤية سموه الكريم لا تحتمل إلا أن تكون رؤية العبقرية.. فقد أعطى سموه هذه المنطقة كل اهتمامه للرقي بها إلى مصاف المدن العالمية والإقليمية، بل سعى سعياً حثيثاً سابق به الزمن إلا أن تكون عسير من أبرز المدن العالمية في الحضارة، وقد ترجمت شخصيته وحبه في كل فرد من أفراد عسير تآلفت القلوب في حبه، حيث إن سموه بدأ بالإنسان قبل المكان في كثير من الأحيان يجتمع بأهالي المنطقة والمسؤولين ويحمل بين ثناياه البشرى لهم بتحقيق تطلعاتهم إلى مستقبل هذه المنطقة وبأن عسير سوف تكون قريباً مما يشار لها بالبنان من كل النواحي معتبراً أن الإنسان هو العنصر الأساسي في التنمية، وكان مما قاله سموه في أحد لقاءاته بالمواطنين في عسير (أيها الإخوة أبشركم جميعاً أن هذه المنطقة في طريقها إلى نهضة شاملة بإذن الله وبتعاون الجميع يجب أن نضع أيدينا بأيدي بعض لأجل بناء هذه المنطقة واستكمال بنائها لأن العمل يجب أن يكون جماعياً.. العمل الفردي لا يمكن له النجاح بأي حال من الأحوال)، كلمات تترجم معانيها الرؤية المستقبلية لبناء هذه المنطقة بتكاتف الجميع.. كان سموه عندما يتحدث يبتسم فتجد بين ثناياه مستقبلاً مشرقاً سواء للإنسان أو المكان في عسير، كان للزمن عند سموه أهمية كبيرة فقد جدول زياراته وجولاته التفقدية لكل المحافظات والقرى ومراكز المنطقة، حيث إن من مميزات سموه الكريم ملامسة الواقع على أرض الواقع وتقصي المشاريع عن قرب.. وكان لزيارات سمو الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز لتلك المحافظات وغيرها أجمل الأثر من مواطنيها لأنهم لمسوا من لدن سموه الحرص على إيصال كل الخدمات بوقت قياسي لكي ينعم الجميع بما تقدمه هذه الدولة من مبالغ مالية كبيرة ليترجمها الواقع إلى مشاريع وبناء وحضارة.
وسوف أشير هنا لبعض المشاريع التي تمت والتي سوف تتم في القريب العاجل فإنجازات سموه يصعب ذكرها لغزارتها ولكن باختصار شديد أوجز بعضها.. ففي الجانب الأمني كان سموه حريصاً كل الحرص على أن يكون الأمن هو الركيزة الأساسية في هذه المنطقة، فقد قام بعدة زيارات معدة ومفاجئة للقطاعات الأمنية شاداً على أيديهم بالقيام بالمهام الموكلة إليهم بكل اقتدار لأن أمن هذا الوطن في عيون حكومتنا الرشيدة من أهم ما توليه من اهتمام، وفي هذا المجال قال سموه (الوطن بلا أمن وطن بلا هوية)، ولم يكن التعليم في منأى عن اهتمام سموه الكريم فالتعليم في نظره ركيزة أساسية في تقدم الأمم؛ فقد وجَّه جلَّ اهتمامه للتعليم بمختلف مراحله داعياً المسؤولين إلى الاهتمام بشباب المستقبل والتركيز على أن يكون مقياس ثقافة الأمم في ثقافة شعوبها وكان بحث سموه عن أن يكون التعليم تنموياً ثقافياً بنّاءً لكي يصل إلى المأمول منه ألا وهو ثقافة النشأة المبنية على أسس تربوية متينة.
فقد كان سموه يتابع المشروعات التعليمية بالزيارات المستمرة ويناقش كلاً في تخصصه عن احتياجاتهم لكي يذلّل كل الصعاب أمام المسؤولين عن القطاع التعليمي، وقد اهتم سموه بتطوير العمل التربوي في منظومة تربوية متماسكة يصب نتاجها في بناء هذا الوطن الكبير.. مؤكداً سموه في كل لقاء أن عجلة التنمية في عسير لا بد أن تتخطى كل العقبات والحواجز مؤكداً على محاسبة كل مقصّر فيما يخصه وقد التزم سموه الكريم بتذليل كل الصعوبات معتبراً ذلك من أولويات واجبه الوطني وأمانته التي حملها أمام الله تعالى ثم أولياء أمر هذا الوطن، فواصل العمل والجهد بحرص لا يتوانى متخطياً دور التوجيه إلى دور العقل الوطني والعمل الجماعي فعمل وأنجز في خلال الأربع السنوات من عمر تكليفه أميراً لهذه المنطقة العديد من المشاريع وهو على درب البناء سائراً ممتطياً صهوة جواد التقديم والبناء.
ولسموه الكريم مرونة في حزم؛ فقد بلغ عدد المراجعين الذين تمت مقابلتهم في ديوان سموه ما يزيد على 22333 مواطن ومواطنة.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص سموه في تتبع حاجات ومطالب المواطنين. وفق الله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز الذي تخطى سنين عمره بالإنجازات لهذه المنطقة بكافة أقطابها دمت يا وطن وأدام الله رموزك المخلصين.