انتقل قبل (مئة) يوم أحد أبناء مدينة حائل إلى رحمة الله تعالى ، إنه الدكتور - خالد بن محمد العويدي عن عمر يناهز 56 عاما... بين مفردات الحزن ولحظات البكاء ومعزة الأحباب وغلاه عند أهله غادر- أبونزار- دنيانا إلى رحمة الخالق سبحانه وتعالى الإنسان.. هذا الإنسان المتميز المبدع المكافح والطموح إلى آخر لحظات عمره وهو ينعم بحركة دؤوبة، له مآثر تربوية في السلك التعليمي.. فهو العميد المنتظر لجامعة حائل الأهلية -رحمه الله رحمة واسعة- فلهذا الرجل مواقفه النبيلة للسعوديين عامة ولأهل حائل خاصة أثناء دراسته العليا في بريطانيا وفي أمريكا يعتبر الطالب المميز في دراسته وأخلاقة وتعامله مع جميع المسئولين، وحبه الكبير للوطن الغالي، ولا ننسي إخلاصه لأهله وأحبابه والسعي لخدمتهم.
قبل فترة يحدث الأصدقاء عن حلمه وجهوده هو وزملائه في افتتاح جامعة حائل الأهلية، وكان يحمل الحلم منذ فترة طويلة لأن تكون حائل مقراً لهذه الجامعة الجديدة، وأن تكون مناراً للعلم وخدمة لأهل الدراسات العليا، ودائما يحدث المهتمين عن ذلك أنها أصبحت حقيقة وستحمل اسم أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير - سعود بن عبد المحسن، وفي البداية سيتواجد أربع كليات هي: (كلية اللغات وكلية الحاسب وكلية الإدارة وكلية الهندسة) فهذا الصرح التعليمي سوف يكون رافدا للحركة التعليمية بحائل - رحم الله - الدكتور خالد ... ومن الأفضل لاحقاً لهذا الرجل المحب لوطنه أن يطلق اسمه على أحد مرافق الجامعة بعد أن يتم الدراسة فيها، كما يأمل هو.
- أبونزار- نموذج من الشباب المخلصين للوطن وهو من القيادات الإدارية الفذة الذين خدمه بفاعلية بقوة أحلامه وتفاصيل تعبه لم يصمت أو يتكاسل، ودائماً مبتسم وهو صاحب حديث (لبق) للغاية من آثار التربية والتعليم عنده حرية الانجاز والعطاء ليس لها حدود. إذا جالسته رحمه الله يعطيك جملا تسطع في (أذنيك وتبقى في ذاكرتك طويلا) حديثه فيه مصداقية، ويسهل الطموح للمستمع (عفيف اللسان) لا نزكي على الله احداً (ولكن الناس شهود الحق في الأرض) لقد ساهم مساهمة مشهود لها في الحراك الثقافي وبالتحديد التعليمي؛ فله مجالات وأنشطة متعددة أيام كان طالبا وموظفاً وأكاديمياً... وحظي بالكثير من التكريم.. له آثار علمية في تبوك وفي حائل وفي الدول الأجنبية التي درس بها كموظف ومدرس عدة مرات. حديثه عن القادم المستقبل عن الطموح الذي لا يقف حلمه الأخير... وبعد مرور أكثرمن ثلاثة أشهر من يحقق حلمه بجامعة حائل العلمية.... ففي الأيام الأخيرة قبل مماته نال منه الألم كثيرا وهو يستعد ويجهز للسكن في (مسكنه الجديد) بإذن الله مثواه ومسكنه الجنة..
إلى عائلة العويدي الكريمة: والدته وإخوانه وأخواته وزوجته وبناته وأبنائه.. إن مصابك الجلل يحزن الجميع ويحزن البعيد قبل القريب.. وذكر الخالق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
ومن خلف ما مات -رحمه الله- وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة.. اللهم ارحم جميع أموات المسلمين.
فهد إبراهيم الحماد - حائل